شهدت أسعار الذهب فى السوق المصرية ارتفاعا تاريخيا حيث سجل الجرام عيار 21 أكثر من 5 آلاف جنيه لأول مرة وجاءت قفزة الأسعار في السوق المصرية انعكاسًا مباشرًا للارتفاع الكبير في البورصات العالمية، حيث سجلت أونصة الذهب مستوى تاريخيًا جديدًا عند 3722 دولارًا بعد صعودها بنسبة 0.9% مقارنة بافتتاح التعاملات عند 3687 دولارًا.
ويلعب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه دورًا محوريًا في تحديد أسعار الذهب ومع عودة الدولار للارتفاع التدريجي في البنوك الرسمية، اكتسب الذهب المحلي زخمًا إضافيًا بجانب الدعم القادم من الأسواق العالمية
كان الذهب قد سجّل في السوق المصرية والعالمية ارتفاعات ملحوظة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث صعدت الأسعار محليًا بنسبة 1.4%، وعالميًا بنسبة 1.2%، بدعم من تراجع الدولار وتلميحات الفيدرالي باستمرار سياسة التيسير النقدي، فضلًا عن تصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا .
مستويات قياسية
حول اسعار الذهب أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، أن أسعار الذهب في مصر حققت قفزة قوية منذ مطلع سبتمبر الجاري، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 7%، لافتًا إلى أن عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية – حقق نحو 335 جنيهًا إلى مكاسبه خلال هذه الفترة.
وأوضح واصف ، في تقرير شعبة الذهب والمعادن الثمينة، أن سعر الجرام افتتح تعاملات الشهر عند 4715 جنيهًا لعيار 21، قبل أن يصعد إلى مستوى تاريخي غير مسبوق بلغ 5050 جنيهًا اليوم ، دون إضافة مصنعية، مع استمرار الاتجاه الصعودي.
وأضاف ، أن الارتفاعات المحلية تتماشى مع التطورات العالمية، حيث واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة في البورصة العالمية، بعدما تجاهل المستثمرون نبرة الحذر من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار السياسة النقدية، في أعقاب قرار خفض الفائدة الأميركية الأسبوع الماضي.
ولفت واصف إلى أسعار الذهب في السوق المحلية عاودت الارتفاع بدعم من الإغلاق الإيجابي للذهب العالمي في ختام الأسبوع الماضي، إلى جانب استقرار حركة سعر الصرف، وهو ما أعاد الزخم الصعودي للمعدن النفيس.
وأوضح أن الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق – يتحرك حاليًا عند مستوى 5050 جنيهًا للجرام، بعدما أغلق آخر جلسة خلال الأسبوع الماضى على ارتفاع قدره 40 جنيهًا عند 4960 جنيهًا، مقارنة بافتتاحه عند 4920 جنيهًا للجرام.
وأشار إلى أن الذهب المحلي سجل خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا بنسبة 1.43%، بعدما أغلق تداولات الأسبوع عند 4960 جنيهًا للجرام مقابل 4890 جنيهًا عند بدايته، ليلامس أعلى مستوى له عند 4970 جنيهًا، وهو مستوى قريب من قمته القياسية الأخيرة.
الأسعار العالمية
وقال واصف إن ارتفاع أسعار الذهب محليًا جاء مدعومًا بالأسعار العالمية، التي واصلت صعودها للأسبوع الخامس على التوالي بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، وهو ما عزز جاذبية المعدن النفيس مشيرا إلى أن الارتفاع الطفيف في سعر صرف الدولار أمام الجنيه بنهاية الأسبوع الماضي أسهم في سرعة إنهاء التصحيح السلبي المؤقت للذهب المحلي.
وتوقع أن يحافظ الذهب المحلي على مكاسبه الحالية في ظل استمرار العوامل الداعمة، مشيرًا إلى أن تجاوز الذهب العالمي منطقة الدعم بين 3640 – 3650 دولارًا للأونصة واستقراره أعلى 3650 دولارًا، يعزز فرص استهداف مستويات قياسية جديدة خلال الفترة المقبلة.
قفزات جديدة
وقال نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب، إن تراجع سعر صرف الدولار امتص قدرًا من الزيادة المتوقعة في سعر المعدن الأصفر بالأسواق العالمية.
وأضاف نجيب فى تصريحات صحفية أن حالة الركود في الأسواق وضعف الطلب على الذهب مع ارتفاع الأسعار، فضلًا عن انشغال المواطنين بالتزامات أخرى فى بداية العام الدراسي الجديد، حالت دون الإقبال على الذهب، مما قلص من حجم الارتفاع المتوقع.
وتوقع صعودًا كبيرًا إذا استمر ضغط الطلب على الذهب عالميًا لتحقيق طفرات أخرى خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن كسر الجرام عيار 21 حاجز الـ5000 جنيه سيدفع الأسعار إلى قفزات جديدة في السوق المحلية.
ملاذ آمن
وأكد محلل أسواق المال، محمود شكري، أن الانخفاض الذي شهدته أسعار الذهب خلال الأسابيع الماضية، قبل صدور قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة، كان يعد تراجعًا مؤقتًا وليس بداية لاتجاه هابط طويل المدى.
وقال شكري فى تصريحات صحفية ، إن الذهب ارتفع بقوة فى الفترة الماضية، مسجلًا صعودًا تجاوز 400 دولار للأونصة خلال 40 يومًا فقط، وهو ما اعتبره ارتفاعًا استثنائيًا لم يشهده السوق منذ أربع سنوات.
وأوضح أنه فى العادة تتبع موجات الارتفاع الكبيرة عمليات جني أرباح طبيعية من قبل المستثمرين، وهو ما نراه حاليًا، معربا عن اعتقاده بأنه ليست هناك أسبابًا جوهرية لانخفاض الذهب، بل هي مرحلة تهدئة بعد صعود قوي.
وأضاف شكري أن الذهب سيظل الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في ظل الأوضاع العالمية الحالية، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن أي انخفاض في الأسعار يمثل فرصة للشراء على المدى الطويل، لكن مع ضرورة الحذر وإدارة المخاطر.
وشدد على أن الذهب سيبقى استثمارًا استراتيجيًا يحافظ على قيمته في أوقات الأزمات موضحا أنه رغم حدوث تراجعات محدودة خلال الشهور الماضية، فإن الاتجاه العام للمعدن الأصفر يظل صاعدًا ما دام بقيت حالة عدم اليقين مسيطرة على الأسواق .
وأشار شكري إلى أن المستثمرين الذين يعتبرون الذهب وعاءً آمنًا للاستثمار يمكنهم استغلال الأوقات التى تحدث فيها تراجعات للأسعار لبناء مراكز جديدة، مع وضع خطط واضحة لإدارة محافظهم المالية.
