انسحاب اللواء الدالي والمستشار محمد سليم: استقالات مفاجئة من “الحزب” و”الانتخابات” تشعل جبهة العرجاني؟!

- ‎فيتقارير

رغم مشاركتهما يوم الثلاثاء في مؤتمر حاشد باستاد القاهرة لدعم مرشحي حزب الجبهة الوطنية في انتخابات مجلس النواب 2025، تقدم خلال ساعات اثنان من أبرز قيادات الحزب باستقالتيهما، في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات حول مستقبل الحزب الذي أسسه إبراهيم العرجاني، وأسند قيادته بدعم أمني إلى وزير الإسكان السابق عصام الجزار.

أول المستقيلين كان اللواء محمد كمال الدالي، أمين حزب الجبهة الوطنية بمحافظة الجيزة، والذي شغل منصب المحافظ بين عامي 2015 و2018. وكان قد أعلن ترشحه في انتخابات النواب 2025 عن دائرة الجيزة والدقي والعجوزة، لكنه انسحب من السباق الانتخابي في نوفمبر، معلنًا استقالته من منصبه الحزبي، ومؤكدًا أن قراره جاء بعد "مراجعة شخصية" ورغبة في تقديم العقل والقيم على الطموح.

بالتزامن، أعلن المستشار محمد سليم، الشخصية القانونية والسياسية المعروفة، استقالته من الحزب. وكان قد شغل سابقًا عضوية مجلس النواب عن محافظة أسوان، وشارك في لجنة الشؤون التشريعية والدستورية، كما تولى مواقع قيادية داخل الحزب (أمين الحزب بأسوان، ثم أمين مساعد للتنظيم على مستوى الجمهورية)، وهو أيضًا عضو المحكمة العربية للتحكيم لفض المنازعات بين الدول العربية.

وأوضح الدالي في منشور عبر صفحته على فيسبوك أن قراره جاء بعد "وقفة مع النفس"، معتبرًا أن الحكمة تقتضي الاعتذار والتوقف، مضيفًا أنه لم يسعَ وراء منصب أو جاه، بل كان هدفه خدمة الناس. وأكد أن علاقته بأهالي الجيزة والدقي والعجوزة تتجاوز أي ظرف انتخابي، وأنه سيظل حاضرًا بينهم، مستقلًا عن أي موقع رسمي.

أما المستشار محمد سليم، فمسيرته تجمع بين القانون والعمل الحزبي والسياسي، وقد شارك في جولات أوروبية (جنيف، برلين، باريس) للقاء الجاليات المصرية، خاصة النوبية، ضمن جهود لتعزيز الدور الوطني. وتأتي استقالته ضمن موجة انسحابات بارزة من الحزب، شملت أيضًا اللواء صلاح عقيل واللواء كمال الدالي، ما كشف عن أزمة داخلية متصاعدة.

في أكتوبر 2025، استقال عدد من قيادات الحزب احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الإقصاء وسوء التمثيل"، أبرزهم:

  • اللواء صلاح شوقي عقيل (أمين الحزب في سوهاج)
  • الدكتورة هبة العطار (أمينة المرأة)

ورغم وصف رئيس الحزب عاصم الجزار لهذه الاستقالات بأنها "حالات فردية محدودة"، إلا أنها أثارت جدلًا واسعًا حول الشفافية الداخلية.

صلاح عقيل، ضابط شرطة سابق ومساعد وزير الداخلية الأسبق، تولى منصب أمين الحزب بسوهاج بعد تأسيسه في ديسمبر 2024، لكنه استقال احتجاجًا على طريقة إدارة الحزب وملف الترشيحات، في أول ضربة كبيرة للحزب، خاصة أن عقيل يُعد من الشخصيات الأمنية البارزة في الصعيد. أعقب استقالته لاحقًا انسحاب اللواء الدالي، ثم المستشار سليم.

ويرى مراقبون أن استقالة عقيل كشفت مبكرًا عن أزمة داخلية مرتبطة بالترشيحات وغياب الشفافية، وأن خروجه أضعف صورة الحزب ككيان جديد يعتمد على أسماء ذات خلفية أمنية وقانونية لكسب ثقة الناخبين.

نائبة سوهاج

الدكتورة هبة محمد فهمي العطار، شخصية سياسية مصرية، كانت من أوائل مؤسسي الحزب في سوهاج، وشغلت منصب أمينة المرأة. أعلنت استقالتها في أكتوبر 2025 احتجاجًا على ما وصفته بـ"تهميش الكوادر النسائية المحلية" وتجاوز إرادة قواعد الحزب، بعد اختيار مرشحة من القاهرة لتمثيل المرأة في القائمة الوطنية بسوهاج.

وشاركت العطار في تأسيس الحزب بالمحافظة إلى جانب اللواء عقيل وآخرين، وكانت من أبرز الوجوه النسائية فيه. ووصفت اختيار مرشحة من خارج المحافظة بأنه "تجاوز" و"صدمة" لكل من آمنوا بالفكرة، معتبرة أن القرار تجاهل الكوادر النسائية المحلية التي ساهمت في بناء الحزب.

أزمة أوسع في أحزاب الموالاة

حزب الجبهة، أحد أحزاب الموالاة المشاركة في "القائمة الوطنية من أجل مصر"، شهد استقالات جماعية مشابهة لما حدث في حزب مستقبل وطن، الحزب الأكبر في البرلمان، الذي واجه انتقادات بسبب استبعاد أسماء بارزة من الترشيحات.

كما تعرض حزب "حماة وطن" لاستقالات جماعية في عدد من المحافظات، وسط اتهامات ببيع المقاعد مقابل مبالغ مالية ضخمة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض الكوادر البارزة في البرلمان السابق تم استبعادهم من القائمة، ما فجّر أزمة داخلية وأدى إلى انسحابات احتجاجية، خاصة بين قواعده النسائية والمحلية، وأظهرت أن الحزب يعاني من مشاكل في إدارة الترشيحات والتمثيل.

ومن أبرز الأسباب التي أوردتها التقارير: غياب الشفافية في اختيار المرشحين، الإقصاء، واتهامات ببيع المقاعد، ما يعكس حالة من التوتر داخل المشهد الحزبي الموالي للسلطة.