كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة عن تفاصيل تورط جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة برام الله في اغتيال الاحتلال للشهيد القائد في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في نوفمبر الماضي.
وأشارت الداخلية – في بيان- إلى أنها ألقت القبض على خلية قامت بجمع المعلومات حول الشهيد “أبو العطا”، ورصد تحركاته، ومتابعته على مدار عدة أشهر وحتى آخر ساعة قبل قيام الاحتلال باغتياله.
وقالت الداخلية: “من خلال التحقيق مع أفراد الخلية تبيّن أنهم ضباط في جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية في رام الله، وقد تم تكليفهم بمهمة رصد ومتابعة الشهيد “أبو العطا” بشكل رسمي من قبل العميد “شعبان عبد الله الغرباوي”، مدير جهاز المخابرات العامة في المحافظات الجنوبية، والذي كان ينقل المعلومات المتعلقة بالشهيد “بهاء أبو العطا” مباشرة لأجهزة مخابرات الاحتلال”.
وأكدت الوزارة أن ما قام به أفراد الخلية، الذين تم اعتقالهم لدى جهاز الأمن الداخلي، من تقديمٍ لمعلوماتٍ مفصلة ودقيقة عن تحركات “الشهيد أبو العطا”، قد أسهم في وصول الاحتلال إليه واغتياله.
وأضافت الداخلية أنها ضبطت مواد فنية تؤكد تواصل العميد “شعبان عبد الله الغرباوي”، مع ضباطٍ في جهاز الشاباك الإسرائيلي، قدّم لهم خلالها معلوماتٍ حول مُقدّرات المقاومة، وخُططها، وتحركات عناصرها وقادتها، وقد استقى هذه المعلومات من خلال ضباط وعناصر جهاز مخابرات السلطة، الموجودين في قطاع غزة.
عباس: أتعاون أمنيًا
وأعادت وكالات ومواقع فلسطينية نشر حوار مطول أجراه رئيس سلطة فتح في الضفة محمود عباس مع الصحفية الصهيونية “إيلانا ديان” كان مذاعًا عبر القناة الثانية من التلفزيون العبري، في مارس 2016، قال فيه: “أنا متمسك بالتنسيق الأمني لأن البديل عن هذا هو الفوضى والسلاح والمتفجرات والمسلحين يأتون من الخارج”.
وأضاف “عباس” عندما سألته “ديان”: “شعبك بات يرى فيك متعاونا مع إسرائيل؟ “أنا أريد بقاء التعاون الأمني مع إسرائيل ولا أخجل من ذلك لأن البديل هو غياب الشعور بالأمن وفقدان الأمل، ولكن حكومتكم لا تؤمن بالسلام ولا بالأمن وتواصل الاستيطان”.
وعن طبيعة “التعاون” الخياني أشار “عباس” إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تدخل على المدارس وتفتش حقائب الطلبة بحثًا عن السكاكين، مضيفًا: إن “الأجهزة الأمنية الفلسطينية عثرت في مدرسة واحدة على 70 سكينًا في حقائب طلبة المدرسة وصادرتها ثم أقنعتهم بعدم جدوى القتل”.
ويواصل عباس قوله: “أنا لا أحب أن أرى طفلا فلسطينيا يحمل سكينا ويطعن “إسرائيليا”، وهنا تسأله عن قيام فتى فلسطيني بطعن مستوطنة داخل منزلها في ريف الخليل فيضيف عباس: “أنا اتألم لقتل امرأة “إسرائيلية” لأنها إنسان ولا يجوز أن يسال دمها وأنا ضد هذا، ولكنني أريد السلام أعطوني السلام وعليكم أن تفهموا كيف يشعر هذا الطفل الفلسطيني بالإحباط وفقدان الأمل”.
الجهاد تدين
وجددت حركة الجهاد الإسلامي إدانتها الشديدة لكل أشكال التنسيق الأمني الذي طالما كانت خنجرًا في ظهر المقاومة الباسلة وتهديدًا لشعب فلسطين الثائر.
وفي إطار تعقيبها مساء اليوم الأحد على بيان وزارة الداخلية في قطاع غزة حول قضية اغتيال الشهيد القائد بهاء أبو العطا، حملت الحركة الاحتلال المسئولية عن اغتياله، وأن التنسيق الأمني الذي تتبع السلطة يمثل خنجرًا في ظهر المقاومة.
وأكدت الحركة أن العدو الصهيوني هو من نفذ جريمة اغتيال القائد أبو سليم.
وأوضحت أنها تتابع من خلال قنوات التنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية فحص كافة المعلومات ونتائج التحقيق بخصوص كل من تعاون مع العدو في ملاحقة المقاومة واغتيال القائد ابو سليم، مشيدة بدور الاجهزة الامنية في حماية ظهر المقاومة.
