رحّب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بإخلاء سبيل خريج هندسة عين شمس، عبد الرحمن الجندي، الذي قُبض عليه وهو طفل دون 18 عامًا، وقضى في السجن ست سنوات، على ذمة قضية ملفقة، وتعاطفت معه شخصيات من تيارات مختلفة.
وقال عصام “3 s S a M”: “ويشاء ربنا إن عبد الرحمن الجندي ياخد إخلاء سبيل.. عبد الرحمن دخل كليتنا واتخرج بتقدير جيد رغم إنه مشافهاش.. ربنا يكمل حلمه على خير يا رب”.
وأضافت “مىِ مَهدي”: “عبد الرحمن الجندي إخلاء سبيل!!! مش مستوعبة بجد الحمد لله الحمد لله ربنا ينجيه منهم”.
أما عن نجلة الداعية خالد أبو شادي وجدها المهندس خيرت الشاطر فكتبت: “عبد الرحمن الجندي إخلاء سبيل”.
وعلقت “جِهَاد”: “خبر جميل.. إخلاء سبيل عبد الرحمن الجندي بعد ٦ سنوات من السجن.. قرب فيهم من التخرج من كلية هندسة عين شمس ومدخلش الكلية ولا شافها، اتقبض عليه وهو طفل، والآن يتم إخلاء سبيله وهو رجل!”.
قصة الآلاف
ولعبد الرحمن الجندي، الذي حكمت عليه المحكمة الاثنين 30 ديسمبر بإخلاء سبيله بضمان محل إقامته، قصة بدأت منذ 6 أكتوبر 2013، حين قُبض عليه ووالده محمد مصطفى الجندي عشوائيا، حيث كان طفلًا أثناء القبض عليه من محيط منطقة رمسيس، ليجدا نفسيهما متهمين في القضية 10325 لسنة 2013 جنح الأزبكية، بقتل 32 شخصا عمدا، والشروع في قتل آخرين والبلطجة وتعطيل مترو الأنفاق والمرور، وحيازة ذخيرة بدون ترخيص والانتماء لتنظيم محظور والتجمهر وإتلاف ممتلكات عامة ومقاومة السلطات، ومحاولة اقتحام ميدان التحرير، بحسب محاميه.
وَجَدَ عبد الرحمن نفسه داخل معسكر الأمن المركزي بعد القبض عليه، ولثلاث مرات متتالية أجلت جلسات التحقيق 15 يوما، ثم 45 يوما لمرتين متتاليتين، لتبدأ التأجيلات غير محددة المدة بحجة “ضياع ورق القضية”، الذي ظهر فجأة في شهر مارس 2014، كملف ضخم للغاية، ليجد نفسه في ديسمبر من نفس العام يواجه حكما بالسجن المشدد 15 عاما، ومراقبة 5 سنوات وغرامة ألفي جنيه.
عبد الرحمن انتقل من طالب بالجامعة الألمانية، وعمره وقتها 17 عامًا و10 أشهر، إلى هندسة عين شمس، وبعد 6 أعوام وراء القضبان صدر قرار من النائب العام بإيقاف تنفيذ الحكم الصادر ضده بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا بالمخالفة لقانون الطفل.
ثم أصدرت محكمة النقض قرارها، في 9 مارس 2016، بتعديل الحكم على جميع الأطفال في القضية، ليخفف إلى 3 سنوات وفقًا لقانون الطفل، لكن عبد الرحمن لم يستفد من القرار؛ نظرًا لإهمال دفاعه تقديم الأوراق الثبوتية لكون عبد الرحمن كان دون سن الـ18 وقت الواقعة.
انتهاكات الزنزانة
وعلى مدى السنون الست، عانى عبد الرحمن كما الآخرين من سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها طلاب الجامعات في مصر، يتعرض قطاع كبير منهم للاختفاء القسري والاعتقالات المهينة، ناهيك عن حالات القتل التي نتجت عن استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش.
ومن هؤلاء عبد الرحمن الجندي، والذي قضى أعيادا ومناسبات كثيرة بعيدا عن أهله ورفاقه، في زنزانة تفتقر إلى كل وسائل العيش “سوءِ في التهوية، نقص في الغذاء والكثير من التعذيب والإهانة“.
ولم يكن عبد الرحمن أول المعتقلين من طلاب الجامعة الألمانية في الأحداث التي تلت ٣٠ يونيو، فقد سبقه أحمد عفيفي، الطالب بكلية شئون الإدارة الفرقة ١٣ والمحرر بجريدة إنسايدر الطلابية.
عبد الرحمن كان طالبًا متفوقًا حصل في الثانوية العامة على درجة 99.7%، وحصل على منحة كلية الهندسة في الجامعة الألمانية، وبعد أن اعتقل فصلته الجامعة، فقام بالتحويل لهندسة عين شمس، إلا أنه تأخر سنة واحدة ونجح في كل السنوات الماضية وحصل على البكالوريوس.
