شاهد| انتقام إيران لمقتل سليماني.. كل السيناريوهات مفتوحة

- ‎فيعربي ودولي

توعّدت قيادات إيرانية، أهمها مرشد الجمهورية ورئيسها وقادة في الجيش والحرس الثوري، الولايات المتحدة برد قاسٍ على ما وصفته بجريمة قتل قاسم سليماني، مؤكدة في تعليقها على رسالة أمريكية تلقتها طهران عبر سويسرا، أنه لا يحق للبيت الأبيض أن يرسم شكل وسقف الرد الإيراني.

فما هي المسارات المحتملة التي قد يصل إليها التصعيد بين واشنطن وطهران بعد مقتل سليماني في ضوء جديد المواقف والتحركات الصادرة عن الجانبين؟ وكيف للمنطقة والمجتمع الدولي أن يتعاطيا مع ما قد يئول إليه التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران بالنظر لتداعياته على مختلف المستويات؟

وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، فإن المنطقة باتت على كف حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد مقتل قاسم سليماني، ذلك ما تقوله، خصوصًا المواقف الصادرة عن القيادات الإيرانية التي لا تتوقف عن التعبير عن غضب عارم مما أقدمت عليه واشنطن، متوعدة برد وصفته بالمؤلم والمزلزل، يخلّف وراءه الكثير من جثث الأمريكيين في أنحاء الشرق الأوسط، على حد تعبير القائد الجديد لفيلق القدس، الذي أكد هو وغيره من قادة المؤسسات العسكرية والأمنية في البلاد أن ما سموه محور المقاومة سيكون شريكا من مختلف مواقعه في الرد على الخطوة الأمريكية .

وعيد قابله البنتاجون باتخاذ تدابير تحسبا لأي طارئ ميداني، فيما قال ترامب إن الهجوم تم لمنع الحرب وليس للذهاب باتجاهها.

“كل شيء ممكن”، يرددها محللون في محاولتهم قراءة مشهد ما بعد مقتل قاسم سليماني، فحتى دوائر التحليل تتلقى كما يبدو مؤشرات متباينة إلى حد التناقض تفتح المنطقة على الاحتمالات كافة.

من القراءات ما يبقى فرصة للتهدئة، وبخاصة بعد توالي دعوات إقليمية ودولية إلى ضبط النفس والإحجام عن التصعيد، ومن الإشارات أيضا ما جاء عن الإيرانيين أنفسهم وهم المعنيون بالرد.

مثال ذلك تأكيد وزير الخارجية الإيراني أمام نظيره وضيفه القطري بأن طهران غير راغبة في الحرب، وكذا تأكيد الوزير القطري من جانبه حساسية الوضع الراهن، وضرورة التوصل لحل سلمي لخفض التوتر وإعادة الاستقرار للمنطقة .

في ذلك السياق تحديدا يضع الرئيس الأمريكي قتل الجنرال الإيراني الأشهر، يقول ترامب إن قتل سليماني إنما تم لوقف الحرب لا لإشعالها، ويبدو أن رد الأمريكيين جاء في رسالة تقول طهران إنها تلقتها منهم بأنهم لا يريدون ردًّا إيرانيًّا يتجاوز سقف الانتقام لسليماني.

اللافت للنظر هو محتوى الرسالة التي نقلها السويسريون إلى طهران، ولافتٌ أكثر إصرار الإيرانيين على أنهم هم وحدهم من سيحدد طبيعة الرد وساحته وتوقيته، يصعب التكهن بأي من الثلاثة، غير أنه من الواضح عزم إيران على الانتقام، فبذلك تتوعد قياداتها على مختلف مستوياتها الدينية منها والسياسية والعسكرية .

هكذا ينذر المرشد الإيراني علي خامنئي وقادة في الحرس الثوري برد ساحق على الأمريكيين، أولئك الذين يقول الرئيس حسن روحاني إنهم سيدركون خطأهم خلال السنوات القادمة.

لا يحدد روحاني الطريقة التي ستتعامل بها بلده مع ما وصُف إيرانيًّا بأنه أكبر خطأ استراتيجي أمريكي في المنطقة، لكن واضح من كلمات عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، أحمد خاتمي، بأن قرار الثأر لسليماني قد اتُّخذ وسيكون الرد كما قال وفق متطلبات الأمن القومي الإيراني، وعلى الأرجح لن يكون ردًّا متسرعا، كما يستدرك المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية.

وأيا ما كان الخيار الذي سيستهوي الإيرانيين في نهاية المطاف فإن واشنطن تتأهب له، أو هكذا بدت وهي بصدد نشر نحو 3 آلاف و500 جندي إضافي في المنطقة، فهل سيكون أولئك هم الهدف الإيراني كما يتوجس البعض في البنتاجون؟ لكن قبل ذلك هل ستضرب إيران داخل الولايات المتحدة أم في إحدى ساحات صراعهما التقليدي عبر وسطاء؟ أم هل ترى الإيرانيون يشهرون أوراقا أخرى غير عسكرية بالضرورة؟