شاهد| من سيدفع فاتورة الحرب في ظل الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة

- ‎فيتقارير

منذ ما يزيد على 12 عامًا، كان مهندس عمليات النفوذ الإيراني في المنطقة العربية والشرق الأوسط "قاسم سليماني" هدفًا لواشنطن، لكنَّ أحدًا من سكان البيت الأبيض لم يجرؤ على اتخاذ القرار كما فعل دونالد ترامب مؤخرًا.

فقد وضع الجيش الأمريكي خطة اغتيال سليماني ضمن أهدافه منذ هذه الفترة، خاصة عام 2007، بحسب ما أكد قائد العمليات الخاصة المشتركة في العراق الجنرال المتقاعد ستانلي مكريستل. كان سليماني وقتها كبير قادة الأمن والاستخبارات في إيران، وقد أفلتته القبضة الأمريكية بقرار سياسي بعد ملاحقة قافلته في أربيل في مثل هذا اليوم، وهي على بعد أمتار قليلة.

كانت التداعيات السياسية المتوقعة على المصالح الأمريكية وحلفائها هي الرادع الأساسي من قرار اغتيال سليماني منذ ذلك الوقت، وحتى قرر ترامب مطلع العام الجاري اتخاذ قرار اعتبره ترامب نفسه قبل أن يدخل البيت الأبيض، وتحديدا عام 2011، بجواز مرور الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى ولاية رئاسية ثانية.

هي إذًا التداعيات نفسها التي تحبس أنفاس واشنطن وحلفائها كما تصنع بطهران ووكلائها أيضا، وهو الرد المحتمل الذي يجب أن يحسب حسابات الخسارة تمامًا كما يحسب حسابات الكبرياء المقتول. وفي موازاة ترقب الرد الإيراني والتهديد الأمريكي المضاد يبقى الثابت أن حرب الأهداف والمصالح قد تطاول بلداننا قبل أن تدرك عاصمتي الغريمين أي من هذه الحسابات.

بينما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب هدفين لإيران حال ردها على الضربة التي قامت بها أمريكا واستهدفت الجنرال قاسم سليماني، وشدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي على أن الرد سيتبعه ما أسماه انتقامًا استراتيجيًّا ينهي الوجود الأمريكي في غرب آسيا.

وأوضح سلامي أن انتقام إيران سيشمل امتدادًا جغرافيًّا واسعًا، وسيترك تأثيرات مصيرية على واشنطن وحلفاؤها.

قناة مكملين ناقشت- عبر برنامج "قصة اليوم"- تداعيات تصعيد المواجهة بين طهران وواشنطن، وكيف يهدد تباين الموقف الغربي مساعي احتواء الأزمة، ومن سيدفع فاتورة الحرب في ظل صراع النفوذ الدائر حاليا.

الدكتور عادل المسني، أستاذ العلاقات الدولية، قال إن التصعيد بين طهران وواشنطن طبيعي بعد استهداف واشنطن أهم رجالاتها في المنطقة، ومهندس التمدد الإيراني خارج إيران، مضيفا أن إيران في ورطة؛ فلا تستطيع الصمت إزاء هذا الجرح الكبير، ولا تستطيع استهداف القواعد الأمريكية لأنها تدرك تداعيات هذا العمل.

وأضاف المسني أن إيران تشعر بالجرح نتيجة اللطمة الموجعة التي تلقتها وتريد الرد دون الدخول في حرب مباشرة مع أمريكا، وهذا الرد ربما يشمل المصالح الأمريكية، وربما تدفع بوكلائها سواء الحوثيين في اليمن، أو حزب الله في لبنان، أو التصعيد ضد الوجود الأمريكي في العراق.

الدكتور حميد الشجني، الأكاديمي والباحث في الشئون الدولية، رأى أنه عندما تقاطعت المصالح الأمريكية الإيرانية فإن الأمريكان سمحوا للإيرانيين بالتمدد في أقطار عربية متعددة مثل اليمن وسوريا والعراق بهدف بيع الأسلحة وجني أموال طائلة.

وأضاف الشجني أن الشعوب العربية عانت كثيرًا من التمدد الإيراني وقتل آلاف المدنيين في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ولم يتدخل الأمريكان، وكانوا يناصرون هذه المليشيات بشكل خفي، وعندما بدأت الانتفاضة العارمة في العراق ضد الوجود الإيراني وتم الهجوم على السفارة الأمريكية، ردت أمريكا برسالة قوية للإيرانيين، مفادها أنه إذا تعرضت المصالح الأمريكية للخطر سوف نستهدف أيا كان، متوقعًا اندلاع مواجهة بين إيران وأمريكا قريبا.

الدكتور محمد عويص، الخبير في الشئون الأمريكية، رأى أن قرار قتل سليماني قرار سياسي اتخذه ترامب، لكنه لم يضع في حسبانه تداعيات هذا القرار، مضيفا أن ردة الفعل التي خرجت من بعض حمائم الحزب الديمقراطي في أمريكا تضع بعين الاعتبار السياسة وليس الوضع في الشرق الأوسط أو تمدد إيران في المنطقة، مضيفًا أن جوبايدن، عضو الكونجرس الأمريكي، صوت لصالح احتلال العراق في 2003.

وأضاف عويص أن مؤيدي ترامب سعيدون جدًّا بهذا القرار، ويرون أنه أعاد هيبة أمريكا، مضيفا أن ترامب كان شريكا لسليماني في كثير من العمليات التي تمت في سوريا والعراق، لافتا إلى أن هذه العملية عززت من فرص فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة.