“كنا فين وبقينا فين؟ وليه محتاجين نعمل ثورة تاني؟”.. عندما قامت ثورة 25 يناير الشعبية عام 2011، كانت مصر تعاني من ظلم الداخلية والبطش وضرب المواطنين في الشوارع والأقسام، وكان هناك انتشار واسع للفساد؛ فالشعب لم يكن يجد ما يأكله، وتم تهميش الكفاءات وانتشار الواسطة والمحسوبية في كل القطاعات .
وعندما قامت الثورة على شعار “عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية”، نجحت في خلع النظام الفاسد وفرح الشعب وضحى بدمه راضيًا بعد أن كسر الشعب خوفه من بطش الداخلية، وأصبحت كرامته مصانة، ووثقت الصحف والمواقع ووسائل الإعلام كل شيء، ورفض الشعب حكومة الفريق أحمد شفيق، وطالب بالتغيير وتشكيل حكومة ثورية، كما نجح الشعب في تعديل الدستور والمشاركة في انتخابات نزيهة ديمقراطية واختار رئيسه .
وعقب فوزه بالرئاسة استجاب الرئيس الشهيد محمد مرسي لطلبات الشعب، وبدأ منظومة إصلاح للحفاظ على العيش بوزير تموين كان يزور المخابز في المحافظات لمنع سرقة الدقيق، وحسّن جودة الخبز، وأصبحت كرامة الشعب مصانة، وتم تفعيل الخط الساخن للنجدة للإبلاغ عن أي انتهاكات، وتم تطوير غرف الحجز بالأقسام والمحاكم والنيابات بشكل آدمي، وتم تعيين ضابط علاقات عامة في كل قسم شرطة يتولى توجيه المواطنين والتأكد من حل مشاكلهم، وأصبح للمواطنين حرية التعبير عن رأيهم وانتقاد رئيس الجمهورية.
واستفاد 1.9 مليون موظف من رفع الحد الأدنى للأجور، وتم تصحيح أوضاع المعلمين، وأصبحت مكانة مصر مؤثرة، ولم تفرط في مياه النيل، كما استفاد 1.2 مليون مواطن من محدودي الدخل من العلاج على نفقة الدولة، وتم إلغاء كل قضايا النشر والصحافة، وحصل عفو شامل في كل القضايا، وتم إطلاق سراح كل المدنيين المحكوم عليهم عسكريًّا بعد تشكيل لجنة حماية الحرية الشخصية .
لكن بعد مرور 7 سنوات عجاف، أصبحت مصر في حالة تدهور شديد وبات الشعب مطحونًا، بعد عامين ونصف من الثورة، وفي أحداث 30 يونيو 2013، أصبح لدينا أكثر من 60 ألف معتقل سياسي في أقل من عامين ومعظمهم من جماعة الإخوان المسلمين، وبعد حملة تضليل قادها العسكر تحت شعار “هما شعب واحنا شعب”، حتى طال الظلم الجميع وأصبح اليساري والاشتراكي والعلماني في السجن، ومن يعترض على رفع تذكرة المترو يعتقل، ومن يترشح لرئاسة الجمهورية يعتقل .
وقال المهندس أسامة سليمان، عضو برلمان الثورة: إن ما حققته ثورة يناير 2011 هو إحياء المواطن المصري الميت اليائس، وكانت روحًا سرت في جسد الشعب المصري كله بلا استثناء.
وأضاف سليمان، في مداخلة عبر “سكايب” لقناة “مكملين”، أن ثورة يناير أعادت للشعب المصري حريته وشجاعته للوقوف بوجه كل من يسرقه أو يستعبده، مضيفًا أن ثورة يناير كانت محاولة للإصلاح ما بين كل المصريين وكانت سلمية حتى مع من أساء للمصريين.
وأوضح سليمان أن فكرة التخلص من النظام عاشها كل المصريين على خلاف أعمارهم، وكانت لحظة فارقة في حياة كل مصري.
بدوره قال الدكتور مصطفى شاهين، أستاذ الاقتصاد بجامعة أوكلاند بأمريكا: إن ثورة 25 يناير حققت طفرة اقتصادية في حياة المصريين، مضيفًا أن وزير الغلابة باسم عودة خلال توليه وزارة التموين حقق مشروعًا عظيمًا جدًّا، وهو الاكتفاء الذاتي من القمح.
وأضاف شاهين، في مداخلة لقناة “مكملين”، أن عودة هو من أوصل زراعة القمح في مصر إلى 3.5 مليون فدان، وأول من نقل الاحتفال بعيد الفلاح إلى وسط الحقول، ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح، وقلل فاتورة استيراد القمح، ووفر ملايين الدولارات، وصحح الفساد الذي كان منتشرًا في وزارة التموين، وعندما قُتل اثنان من موظفيه لمكافحتهما الجشع وقف وسط العزاء يتلقى التعازي بنفسه.
وأوضح شاهين أن السياحة حدث فيها تحسن كبير عقب ثورة يناير، وصرح مندوب وزارة المالية بأن فترة حكم الرئيس مرسي حققت أعلى معدل نمو في قطاع السياحة، كما اهتم الرئيس مرسي بزيادة رواتب الموظفين وأساتذة الجامعة ومعاشات التضامن .