علماء الأمة: “صفقة القرن” حرب على الإسلام ومن يؤيدها خائن لله ولرسوله والمؤمنين

- ‎فيأخبار

عقد عدد من علماء الأمة مؤتمرًا صحفيًّا في مدينة إسطنبول، مساء اليوم، لكشف حقيقة “صفقة القرن” وفضح كل من يشارك فيها ومن يؤيدها.

وقال العلماء، إن المؤامرة المسماة صفقة القرن حلقة من الحرب المعلنة على الأمة منذ أكثر من 100 عام، فهي حرب صريحة على الإسلام والمسلمين الذي وصمهم “ترامب” بالإرهاب في كلمته، فمن حق ترامب ونتنياهو أن يستحضرا ما يشاءان من المعاني الدينية التوراتية المحرفة كما فعل في مؤتمر المؤامرة، ولكنّ المسلمين إذا استحضروا كتاب ربهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فإنهم يوصمون بالإرهاب، قال الله تعالى: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”.

وأكد العلماء أن قضية فلسطين والقدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي ميراث محمد صلى الله عليه وسلم للأمة جمعاء، وهذه المؤامرة التي تستهدف الأمة جمعاء هي عدوان على كل المسلمين في العالم، بل على كل الأحرار الواقفين مع العدل في مواجهة الظلم والعدوان، وهذا يحمّل الأمة كلها المسئولية الشرعية لإسقاط هذه المؤامرة، يقول الله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ “.

تثمين توحد الفلسطينيين

وثمَّن العلماء الدعوات التي صدرت عن السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة والجهاد، والتي تدعو إلى لقاءات جامعة لكل القوى الفلسطينية ونبذ الخلافات وتجاوز الانقسام، ويؤكد العلماء ضرورة الاستجابة لها، كما يطالبون السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بالالتحام الفوري مع الشعب وجميع الفصائل في خندق واحد للمقاومة؛ لمواجهة هذه الصفقة والمؤامرة، والإيقاف الفعلي لأي نوع من أنواع التواصل مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، وإطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، فهي رأس الحرية في إفشال هذه المؤامرة، وهذا ينسجم مع خطاب الرئيس محمود عباس عقب إعلان الصفقة، يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ”.

وأعلن العلماء بكل وضوح عن أن أي شخص أو كيان أو نظام سياسي يوافق على صفقة القرن فإنه خائن لله ولرسوله وللمؤمنين، ومفرط في مقدسات المسلمين، وعلى شعوب الأمة جمعاء أن تفضحه وتعريه. كما يؤكدون أن حضور سفراء بعض الدول الإسلامية للمؤتمر ومباركته خيانة عظمى لله ولرسوله ولمسرى النبي صلى الله عليه وسلم، تحتاج إلى أن تراجع من كل مقترف لهذه الجريمة، قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ “.

ودعا العلماء أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما الذين في القدس والضفة الغربية، إلى النفير العام والنزول في مظاهرات حاشدة رفضًا لهذه المؤامرة، والاعتصام في باحات المسجد الأقصى المبارك، وأن ينطلقوا بكل صور جهادهم ومقاومتهم، وأن الأمة وعلماءها معكم في جهادكم، والله تعالى معكم ولن يتركم أعمالكم.

كما دعا العلماء مؤسسات علماء الأمة إلى الاجتماع العاجل من أجل البحث في آلات عملية المواجهة لهذه المؤامرة، ودعوا العلماء على مستوى الأفراد والمؤسسات إلى التحرك بكل طاقاتهم على مستوى الشعوب والمؤسسات الرسمية دون خوف ولا وجل، فإن القدس والأقصى أغلى من الأرواح، ودعوهم إلى تقدم الصفوف وتحريك جماهير الأمة لمواجهة هذا العدوان، يقول الله عز وجل “الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا”.

دعوة للنفير يوم الجمعة

وأعلن العلماء عن أن يوم الجمعة المقبل هو جمعة الغضب، داعين الخطباء في عموم العالم الإسلامي إلى أن تهتز منابرهم غضبا لأجل القدس والأقصى وفلسطين، وفضحا لهذه المؤامرة التي تستهدف هذه الأمة المباركة، كما دعا العلماء شعوب الأمة الإسلامية للنزول إلى الساحات والميادين في جمعة الغضب غضبا للقدس والأقصى، ورفضًا لهذه المؤامرة، والاعتصام أمام السفارات الأمريكية في العواصم التي يتاح فيها ذلك؛ انطلاقًا من قوله عز وجل “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

وأكد العلماء أن الدعوات لنزع سلاح المقاومة هي دعوات عدوانية يجب التصدي لها ومواجهتها، وعلى الأمة أن تحافظ على هذا السلاح الذي هو رمز عزتها وكرامتها والنكاية بالعدو الصهيوني، ويؤكد العلماء حرمة التعاطي مع هذا المطلب بالاستجابة أو التأييد، قال الله تبارك وتعالى “وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً”.

واختتم البيان: “ستفشل هذه المؤامرة، سيفشل مشروع ترامب، وسترفرف رايات النصر المبين فوق قرى فلسطين وعلى قباب المسجد الأقصى بإذن الله تعالى، ثم بسواعد المجاهدين وشعوب أمتنا جمعاء، وما ذلك على الله بعزيز ولتعلمن نبأه بعد حين.

كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أصدر بيانًا، أدان فيه بشدة الإعلان عن صفقة القرن المزعومة، مطالبا الدول العربية والإسلامية بالوقوف ضد قراراتها.

وحذر الاتحاد في بيانه من العواقب الوخيمة على المنطقة كلها جراء إقرارها، مؤكدًا أن صفقة ترامب مصيرها إلى مزبلة التاريخ.

كما دعا الاتحاد الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري والخروج من حالة الصمت والخزي تجاه هذه القرارات، مطالبًا العلماء بالقيام بواجبهم وتحمل مسئولياتهم، داعيا إلى مناهضة هذه الحرب الاستئصالية بجميع الوسائل الممكنة.

ردود أفعال مخزية 

وفي سياق متصل قال الدكتور مروح نصار، عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج، “إن ردود الفعل العربية تجاه صفقة القرن “مخزية”، مضيفا أنه ليس هناك مواطن عربي شريف يقبل بهذه الخطة، وكل من وافق عليها هم من عرب النفاق، وليس لهم علاقة بفلسطين لا من قريب أو بعيد”.

وأضاف نصار، في مداخلة هاتفية لقناة “مكملين”، أن “هؤلاء قالوا قبل ذلك إن مسجدًا في أوغندا أبرك من الأقصى، وقالوا إن المسجد الأقصى في الجعران وليس في القدس، وشاركوا في مؤتمر الرشوة في البحرين لشراء ذمم بعض الدول المجاورة لفلسطين وفشل المؤتمر”.

وأوضح نصار أن الشعب الفلسطيني كان يملك 94% من مساحة فلسطين عام 1984م، ودخلت الجيوش العربية بأوامر بريطانيا لتسليم فلسطين، ومن أوقف ثورة 1936 هم قادة العرب، مؤكدًا أن أهل فلسطين لن يقبلوا تلك الصفقة ومعهم شرفاء العالم والمسلمين.

وأشار نصار إلى أن هيئة علماء فلسطين في الخارج ستعقد مؤتمرًا صحفيًّا لكشف حقيقة هذه الصفقة ومن شارك فيها ومن يؤيدها، كما سيتم التواصل مع كل الروابط العالمية في العالم الإسلامي لحشد الشرفاء في كل العالم الإسلامي للتصدي لصفقة القرن.