شاهد| صفقة القرن.. طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني

- ‎فيسوشيال

“الاقتباس قرآني” حسبما عبَّر الفنان العربي الأصيل، لطفي بشناق، عن رائعته “أجراس العودة”؛ لعله ينهي جدلًا واسعًا بعد إنشادها للمرة الأولى في لبنان، وتحديدًا عن سليمان، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.

لكنَّ رائعته لا يمكن أن تتلخص في إنهاء هذا الجدل، فلم تكن أزمة أجراسه في زعيم وحيد، ولم يكن إعلام ما يسميها ترمب “صفقة القرن” قبل يومين، سوى جرس أخير قرعه في مزاد البيع العلني للقضية الفلسطينية، ذلك المزاد الذي حضره الجميع إلا الفلسطينيين، فوقف بعضهم محتفلا مع قادة الاحتلال، فيما اكتفى آخرون ببيانات المباركة، وكأن خذلان الصمت كان عزيزًا حتى في وقت أزمة الجارة المغتصبة والقدس الشريف.

ولا تزال ردود الفعل تتوالى على الخطة الأمريكية لتسوية الصراع العربي الصهيوني، فحتى في واشنطن قال السيناتور الديمقراطي والمرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية “إليزابث وارن”: إن الخطة لا تقدم أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وأعلنت تأييدها للرسالة التي وجهها السيناتور “كريس فال هولن” إلى الرئيس ترمب، والتي حملت توقيع 12 عضوا يعارضون خطة السلام المقترحة، والتي وصفها “وارن” بخطة العار.

أما عربيًّا وأمام التزام الصمت الرسمي على غضب الشارع من بيانات تأييد الخطة، تواصلت الاحتجاجات السياسية والشعبية، وأعلنت الحركة المدنية الديمقراطية في مصر عن رفضها القاطع لتمرير صفقة القرن، ودعت الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ببرنامج للمقاومة.

وفي دعوات منفصلة، طالبت كل من حركة الاشتراكيين الثوريين وأحزاب العدل والدستور والكرامة والمصري الديمقراطي، المنظمات الدولية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مستنكرة ما جاء في بيان خارجية الانقلاب من تأييد الخطة ووضعها محل الدراسة والنظر.

بدوره قال عبد الرحمن شديد، القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن صفقة القرن ما كان لها أن تعلن أو تصدر دون موافقة أطراف عربية، التي كانت تخفي موقفها الحقيقي من القضية الفلسطينية، لكن هذه الصفقة كشفت الأقنعة عن الأوجه القبيحة.

وأضاف شديد، في حواره مع برنامج “قصة اليوم” على قناة “مكملين”، أن الشعب الفلسطيني تم طعنه في الظهر من قبل عدد من الدول العربية، بعدما عاش زمنًا طويلًا يستمد قوته من أمته العربية والإسلامية، فضلا عن ثبوته على الأرض .

وأوضح شديد أن الكل يعلم أن هذه الصفقة هي الخطوة التي تسبق المشروع الكبير في التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتسوية القضية الفلسطينية بهذه الطريقة؛ حتى تكون ممر عبورٍ للاحتلال للدخول إلى الدول العربية والتطبيع معها.

بدوره رأى الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن موقف الشعوب العربية يختلف كثيرا عن موقف الحكومات، مضيفا ان حضور بعض السفراء إعلان صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية كان بمثابة طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

وطالب البرغوثي قيادات الدول العربية بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني، وإذا كانوا يرفضون مساندة الشعب الفلسطيني فعلى الأقل لا يقفوا ضده، مشددا على أن صفقة القرن مشروع إسرائيلي مغلف بغلاف أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية.