زعمت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قررت خفض حدة التوتر مع (إسرائيل)، ووقف إرسال البالونات الحارقة، فضلًا عن منع الاحتكاك مع جنود جيش الاحتلال على الحدود في محاولة لامتصاص الغضب المصري من الحركة، والذي تُرجم في غلق معبر رفح الحدودي الإثنين الماضي.
وأشارت الجريدة السعودية إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية قد أجرى اتصالًا مع الجانب المصري لتهدئة الأجواء، في ظل ما وصفته التغطية بالغضب المصري المتنامي على الحركة.
ووفقا للصحيفة فإن غضب الجهات المصرية جاء بعدما تسبب المسيرات التي تنظمها حماس في رفع حدة التوتر بين الجانبين، ما أدى لمواجهات أسفرت عن مقتل أربع فلسطينيين، الأسبوع الماضي، قبل أن تقصف إسرائيل غزة، وترد حماس ببالونات حارقة يومي الإثنين والثلاثاء، أسفرت عن تسعة حرائق، لتعاود إسرائيل قصف مواقع قالت إنها تابعة لحماس.
من ناحيتها، أشارت جريدة «Times of Israel»، إلى تعزيز جيش الاحتلال قواته على الحدود استعدادًا لاشتباكات محتملة مع الجانب الفلسطيني، بعدما أعلنت الفصائل الفلسطينية تنظيمها لمسيرة حاشدة اليوم، في جنوب قطاع غزة بالقرب من السياج الحدودي، فيما اعتبرت «الشرق الأوسط» هذه المسيرة اختبارًا لنوايا حماس تجاه التصعيد ومدى جدية وعودها لمصر.
ثبات المقاومة
في السياق، أصيب 3 أشخاص بالاختناق، مساء الأربعاء 25 أغسطس 2021، إثر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة. وبحسب تقارير فلسطينية الأربعاء، فقد أفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال المتمركزين داخل مواقعهم وآلياتهم العسكرية شرق القطاع أطلقوا وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب مجموعة من المواطنين أثناء تجمُّعهم على بُعد مئات الأمتار من السلك الفاصل شرق خانيونس؛ ما أدى لإصابة ثلاثة منهم على الأقل، بحالات اختناق.
يأتي التصعيد الإسرائيلي بعد بدء فعاليات المهرجان الشعبي الذي تنظمه فصائل العمل الوطني والإسلامي؛ رفضاً للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وإجراءات الاحتلال المتسارعة في تهويد مدينة القدس. حيث بدأت الجماهير الحاشدة بالوصول من محافظتي خانيونس ورفح؛ للمشاركة في المهرجان الشعبي الذي يقام شرقي بلدة خزاعة شرقي محافظة خانيونس جنوبي القطاع.
من جانبه قال الناطق باسم حركة حماس عبداللطيف القانوع، إن "الجماهير الفلسطينية التي تحتشد من جديدٍ شرق خانيونس تؤكد جاهزيتها لمواصلة الطريق والضغط على الاحتلال حتى نيل مطالبها، ورسالتها إلى العدو، بأن سيف القدس لن يغمد".
وأضاف "شعبنا ماضٍ في مسيرة نضاله وبفعالياته الشعبية بمختلف الأدوات حتى تحقيق مطالبه وليس أمام الاحتلال إلا كسر الحصار عن قطاع غزة". وأشار الى أن "جماهير شعبنا شرق خانيونس تلتحم اليوم مع الشباب الثائر والمنتفضين في بلدة بيتا والخليل ونابلس وجنين دفاعاً عن القدس وإفشال مخططات الاحتلال".
في المقابل قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، إن "الاحتلال يتحمل مسؤولية أي جريمة بحق المتظاهرين، ومن حق الجماهير الفلسطينية الدفاع عن نفسها ومن خلفها المقاومة، وكل الخيارات والاحتمالات مفتوحة لمواجهة العدو الصهيوني".
يأتي ذلك بعد أن قررت فصائل فلسطينية، في قطاع غزة، الإثنين، تنظيم مهرجان شعبي ومسيرة، قرب السياج الحدودي مع إسرائيل، جنوبي قطاع غزة، يوم الأربعاء. حيث قال بيان صادر عن لجنة فصائل العمل الوطني والإسلامي: "نستنفركم للحشد والمشاركة في المهرجان الكبير (سيف القدس لن يغمد)، وذلك الأربعاء 25 أغسطس الجاري بعد صلاة العصر مباشرة، على أرض مخيم العودة شرق خانيونس". في حين تقع منطقة "مخيم العودة"، شرقي بلدة خزاعة الحدودية، جنوبي قطاع غزة.
في المقابل تضم لجنة "فصائل العمل الوطني والإسلامي"، القوى الفلسطينية الأساسية، عدا حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وأضاف البيان: "سيتخلل المهرجان كلمة مركزية للفصائل الفلسطينية وفقرات إنشادية وشعبية فنية". من ناحية أخرى قال مصدر في لجنة القوى (رفض الكشف عن هويته)، لوكالة الأناضول، إن هذا المهرجان يأتي ضمن "فعاليات شعبية رفضاً للحصار والمماطلة الإسرائيلية في ملف إعادة إعمار غزة، وابتزاز السكان إنسانياً".
