تحدثت تقارير عن تشابه منطلقات الثورة المضادة وأدواتها في التعامل الداخلي والإقليمي والدولي، ومن ذلك استغلال ورقتي الهجرة واللاجئين في إدعاء الاستقرار مع الحكم العسكري وقادته لصالح أوروبا، والتي تخشى من موجات النزوح من إفريقيا والدول العربية نحوها.
أحد قادة الانقلاب العسكري في السودان محمد حمدان دقلو حميدتي، قال في تصريح أخير للأوروبيين إن "تأييدهم له ولعبدالفتاح البرهان يجلب الاستقرار للسودان، ويوقف نزوح اللاجئين السودانيين إلى أوروبا".
وقال حميدتي "أوروبا وأميركا قد تواجهان زيادة في عدد اللاجئين، إذا لم تدعما السلطة والنظام في السودان".
وتعليقا على ما ذكره حميدتي، اعتبر مراقبون منهم الحقوقي كاميرون هدسون الذي غرد على حسابه في تويتر "على الرغم من جهود التقرب من الغرب إلا أن حميدتي غير قادر على منع نفسه من ابتزاز أوروبا، قائلا إنه "يمكن إطلاق سراح موجات من اللاجئين إذا لم يدعموا حكومة السودان، كل ما هو عليه وسيظل هو سفاح وأمير حرب".
وكتب الناشط السوداني إبراهيم التساب "الخطأ هو خطأ الأوربيين الذين استخدموا أحد لوردات الحرب قائد الجنجويد في مكافحة الهجرة غير الشرعية لسواحل أوربا، مما يعري التصرف غير الأخلاقي للاتحاد الأوربي باستعانتهم بحميدتي، لاحقا أمدوه بسيارات تويوتا من دبي أُستخدمت في مجزرة القيادة المعروفة بفض الاعتصام".
وأضاف "الاتحاد أيضا استخدم أحد قادة المرتزقة في النيجر لمنع الهجرة للحدود الليبية والسواحل ، ما يعني انعدام المعيار الأخلاقي فيما يخص برامج مكافحة الهجرة غير الشرعية ، وقع الخواجة في شر أعماله ووجب عليه تصحيح الأمر".
سابق ولاحق
وحقيقة الأمر أن حميدتي كان لاحقا للسابق عبدالفتاح السيسي الذي ملأ الفضاء الأوروبي -لدى كل زيارة- تحذيرا من بشر ما وراء البحر المتوسط وكان آخر هذه التحذيرات في المجر ،حيث شهدت تصريحاته ابتزازا للغرب بالهجرة غير الشرعية مقابل السكوت عن جرائمه.
وفي أبريل الماضي، قال عبد الفتاح السيسي، إن "حكومته تمنع المهاجرين من التسلل إلى أوروبا بشكل غير قانوني منذ سبتمبر 2016، وهو ما سبق وكرره في عدة مدن أوروبية أخرى ففي 18 ديسمبر 2018، تفاخر السيسي من النمسا بدوره في منع -مدفوعة- الللاجئين من الوصول لأوروبا، وقال "لم يخرج قارب واحد من مصر إلى أوروبا".
وفي يوليو الماضي، كان ابتزاز من أحد أفراد حكومة السيسي عندما صرح وزير الري بحكومة الانقلاب من أن "نقص مواردنا المائية سيؤدي إلى موجة كبيرة من الهجرة غير الشرعية للدول الأوروبية".
ويبدو أنهم مصممون علي استخدام ورقة بقاءه في ابتزاز أوروبا، متجاهلين عشرات مراكب الصيد التي تقل عشرات المهاجرين راغبي السواحل الأوروبية، وتنطلق من مصر أو تحتوي على مصريين، يثبت ذلك محاضر الغرق المتكررة أمام سواحل ليبيا وتونس.
وقدوتهم في هذا الابتزاز معمر القذافي الذي كان يهدد إيطاليا باللاجئين والهجرة، مقابل السكوت على إجرامه.
الاستبداد والهجرة
الفنان عمرو واكد المعارض للانقلاب العسكري قال إن "الفساد والاستبداد هما مصدر استمرار الهجرة واللجوء وذلك في تعليقه على".
وكتب "واكد" عبر @amrwaked "أسباب الهجرة واللجوء هي الفساد والاستبداد وإذا استمر الفساد والاستبداد استمرت الهجرة واللجوء، لا شيء يقلل من الهجرة واللجوء إلا العدالة والشفافية والديمقراطية، ورفع سعر المواطن في مواجهة أي فاسد مستبد".
أما عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان د. أسامة رشدي فقال "إيطاليا لها أكثر من ملف في أيدي مصر مثل ملف الهجرة و ملف ليبيا جعلت السيسي قادرا على ابتزاز إيطاليا".
وسبق للمجلس الثوري المصري، أن زار العاصمة الإيطالية روما، والتقى بعدة أعضاء من البرلمان الإيطالي وقياديين من الحزب الديموقراطي الإيطالي وحزب فيوتورا المستقبل، وناقش الوفد مشكلة الهجرة من أفريقيا وغيرها إلى أوروبا والتي يبتزّ السيسي بها الأوروبيين، وأوضح وفد المجلس الثوري المصري أن الهجرة لم تنقطع والمهاجرون يظلون يعبرون المتوسط، ومنهم من يلقى حتفه غرقا، بالإضافة إلى أن سرقة وتجارة الأعضاء البشرية مزدهرة بين المهاجرين، ووصلت إلى مستوٍ غير مسبوق بإشراف عصابات السيسي.
وحذر المحامي كارل بكلي، من أن صمت الحكومات والمجتمع الدولي على جرائم السيسي وعصاباته ضد شعب مصر يرقى إلى المشاركة في تلك التجاوزات، وأوضح بأن الجهات والشركات التي تتعامل مع أنظمة متسلطة على شعوبها تتحمل وزر مساعدة الكيانات المستبدة وعليها أن تتوقع فرض عقوبات عليها.
