كشفت مصادر مطلعة، عن اجتماع مصري صهيوني؛ عُقد الأسبوع الماضي، في مكتبة الإسكندرية، لبحث فرص استثمارات ومشاريع اقتصادية، ووفق المصادر، ضم الاجتماع ممثلين عن 9 شركات صهيونية، ومسؤولين في مجلس الأمن القومي التابع للحكومة الصهيونية، ورجال أعمال مصريين.
وقال موقع العربي الجديد إن "اجتماعا عُقد الأسبوع الماضي، في مكتبة الإسكندرية برعاية جهاز المخابرات المصرية، بحث فرص استثمارات ومشاريع إسرائيلية في مصر".
وفي تمهيد من مدير المكتبة، لانكشاف استضافة المؤسسة الحكومية -المنحة اليابانية- كتب مصطفى الفقي -الموالي للانقلاب- عن ندوة بعنوان "انعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية على منطقة الشرق الأوسط" والتي نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام بمكتبة الإسكندرية  "عن موقف مصر من الحرب الروسية الأوكرانية متوازن" بحسب ما كتب الفقي.
وهو ما كشف عنه اللقاء المسرب من أن الجانب الإسرائيلي، عرض على المسؤولين المصريين، فكرة تعويض السياحة الأوكرانية والروسية، التي كانت تتوجه إلى سيناء عبر طيران الـ”شارتر”، وتوقفت بسبب الحرب، بسائحين إسرائيليين، وهي الفكرة التي لاقت قبولا لدى المصريين، خصوصا مع تراجع أعداد السائحين، والذين كانوا يشكلون مصدرا مهما للعملة الصعبة".
أجواء الفقي
وللفقي ميراث من التصريحات ليس آخرها ما ذكره في ديسمبر 2020، عندما قال إن "مصر هي أول من وقعت اتفاقا مع إسرائيل، وسوف تكون آخر من يطبع معها، زاعما أن التطبيع مع الاحتلال لا يأتي بقرار.
وتزامن تصريح الفقي مع موجة اهتمام من حكومة السيسي بمقرات اليهود السابقة في مصر قبل هجرتهم ل"أرض الميعاد" بحسب مزاعمهم، ففي يناير 2020، افتتح السيسي المعبد اليهودي في الإسكندرية والذي تكلف 100 مليون جنيه، وهو كنيس "إلياهو هانبي" والذي استقبل أول صلاة يهودية منذ الانتهاء في فبراير، واستقبلت المدنية العصية على التطبيع الإسكندرية 180 يهوديا قَدِموا من إسرائيل وخارجها إلى مصر دون الانتظار والمعاناة لأيام عند أبواب المعابر كحال أهل غزة".
واحتفل الصهاينة من خلال موقع خارجية الاحتلال على التواصل الاجتماعي في أبريل 2020 بالافتتاح والاهتمام ونقلت عن أرليت كوهين اليهودية التي ولدت ونشأت في الإسكندرية وعاشت كمحتلة في فلسطين ونقلت عنها قولها "تستطيع إخراج اليهود من مصر، ولكنك لا تستطيع إخراج مصر من اليهود".
وقبل أيام، اختتم وزراء خارجية 4 دول عربية هم مصر والإمارات والبحرين والمغرب اجتماعهم مع وزيري خارجية أمريكا ودولة الاحتلال، لأول مرة في التاريخ ، فوق أرض صحراء النقب المحتلة، بدعوى تعميق التطبيع والتعاون بين الدول العربية والكيان الصهيوني، واستبق السيسي وولي عهد أبوظبي وملك الأردن ورئيس الحكومة العراقي ومندوب عن آل سعود.
صفحة جديدة
موقع "العربي الجديد" نقل من مصادر مطلعة بأن لقاء مكتبة الإسكندرية بداية صفحة جديدة في العلاقات المصرية الإسرائيلية، لم تحظ بمباركة مسؤولين داخل بعض أجهزة الدولة السيادية، خصوصا أنها ستفتح المجال أمام توغل إسرائيل في المجتمع المصري، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا بشكل قد يؤثر على الأمن القومي للبلاد".
وأضاف أنه خلال الاجتماع، اتفق المجتمعون بشكل نهائي على منح شركات الطيران الإسرائيلية، التصاريح اللازمة لتسيير خط الطيران الجديد بين مطار بن جوريون الدولي ومطار شرم الشيخ، ابتداء من شهر إبريل المقبل، إضافة إلى مناقشة إمكانية فتح استثمارات إسرائيلية، بمحافظة جنوب سيناء.
وأضافت أن ممثلي الشركات الإسرائيلية، عرضوا خلال اجتماع الإسكندرية، رؤيتهم للفرص الاستثمارية في مصر، وعبروا عن رغبتهم في الدخول إلى مجال السياحة، خصوصا في شبه جزيرة سيناء.
القوات الجوية
ومن جانب آخر، تسربت أيضا أخبار حول قمة النقب التي جمعت وزراء خارجية عربا والاحتلال وأمريكا لم يتم التصريح بها باللقاءات الصحفية، من أهمها اتخاذ إجراءات غير مسبوقة لتعزيز التعاون العملياتي بين القوات الجوية المجاورة التي تعيش دولها في تطبيع مع إسرائيل.
وقالت صحف عبرية إن "القمة لتعزيز ما تسميه دولة الاحتلال مظلة الدفاع الإقليمية في الشرق الأوسط ضد إيران، بزعم أن ابتسامات قمة وزراء الخارجية في مؤتمرهم الصحفي وقف خلفها تطور تحالف دفاعي إقليمي غير مسبوق بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية التابعة للدول المطبعة في الشرق الأوسط.
ونقلت عن يديعوت أحرونوت، أن الخطة المتوافق عليها بين إسرائيل والدول العربية المطبعة معها تدفع باتجاه إشراك سلاح الجو بالتوازي مع تطور العلاقات السياسية، تمهيدا لإنتاج شرق أوسط متجدد، من خلال القيام بأنشطة كانت حتى سنوات قليلة ماضية تعتبر خيالا علميا، بين مختلف القوات المسلحة العربية وجيش الاحتلال، انطلاقا من رغبة جيش الاحتلال بدعم اتفاقيات التطبيع كمصلحة أمنية رئيسية.
وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال "لا يعارض تسليح الجيوش المجاورة التي يوجد معها اتفاق سلام وتطبيع، من خلال حصولها على أسراب مقاتلة أمريكية أكثر تقدما، أما بالنسبة لمعظم الأنشطة العسكرية المشتركة.
وأضافت أن الاحتلال يفرض جانبا من السرية الكاملة حتى لا تحرج الشركاء في هذا التحالف الناشئ، رغم أنها تتضمن في جزء منها لفتات شخصية بين كبار ضباط القوات الجوية المجاورة ونظرائهم لديها.
وتزعم الأوساط العسكرية الصهيونية بحسب التسريب العبري أن المصلحة المشتركة الرئيسية للطرفين من هذا التحالف العسكري الناشئ هي وقف برنامج طهران النووي، لكن القلق الأكثر إلحاحا وخطورة لدى دولة الاحتلال وحلفائها العرب يتعلق بانتشار عمليات الحرس الثوري، ويشمل الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز كل شهر تقريبا ضد أهداف سعودية وإماراتية من قبل مستفيدين من الدعم الإيراني، بما في ذلك الحوثيون في اليمن، وكان آخرها هجمات شهدتها السعودية والإمارات.
وأضافت أن "التعاون الناشئ مع أسلحة الجو في الدول العربية المطبعة سيسمح لسلاح الجو باعتراض التهديدات بعيدا عن حدود الدولة، وليس بالقرب منها، وبالتالي زيادة العمق الإستراتيجي لدولة الاحتلال، استمرارا لعمله بحرية واسعة في الساحة الشمالية، من خلال إستراتيجية المعركة بين الحروب .
يشار إلى أن العلاقات المصرية مع الاحتلال أخذت منحى متصاعدا كبيرا منذ استيلاء عبد الفتاح السيسي على السلطة وسرقته الحكم، إذ باتت تلك العلاقات توصف بالإستراتيجية، كما تصف دوائر إسرائيلية عدة السيسي بأنه كنز إستراتيجي وفي أقوال أخرى أنه كلب حراسة.
