قالت لجنة بمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس إنها "تحقق فيما إذا كان جاريد كوشنر، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب ومستشاره السابق، قد قايض على منصبه الحكومي للحصول على استثمار بقيمة ملياري دولار في شركته الجديدة للأسهم الخاصة من صندوق ثروة سعودي بارز، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ومنحت النائبة كارولين مالوني، الديمقراطية عن نيويورك التي تقود لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، كوشنر مهلة أسبوعين في رسالة أرسلت يوم الخميس لتقديم وثائق تتعلق باستثمار الصندوق السعودي العام الماضي في شركته "أفينيتي بارتنرز" كما طلبت أي مراسلات شخصية بين كوشنر والزعيم الفعلي للمملكة السعودية، ولي عهد محمد بن سلمان، أثناء أو بعد إدارة ترامب.
وكتبت مالوني في الرسالة المكونة من ثماني صفحات أن اللجنة تحقق في ما إذا كانت مصالحك المالية الشخصية قد أثرت بشكل غير صحيح على السياسة الخارجية الأمريكية خلال إدارة والد زوجتك، الرئيس السابق ترامب.
وقال متحدث باسم كوشنر في بيان "بينما حقق السيد كوشنر ست صفقات سلام في الشرق الأوسط، التزم تماما بجميع المبادئ التوجيهية القانونية والأخلاقية أثناء وبعد خدمته الحكومية".
وأضاف "إنه فخور بأن يكون من بين العديد من أصحاب المصلحة في القطاع الخاص الذين يتقدمون في التواصل بين الأمريكيين والإسرائيليين والعرب لتشجيع التقدم الإقليمي المستمر".
ولم يرد متحدث باسم الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، الكيان الذي قام بالاستثمار البالغ 2 مليار دولار، على الفور على طلبات للتعليق.
وبفضل إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في الكونغرس، تواجه السيدة مالوني، وهي مشرعة مخضرمة من الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن، معركة تمهيدية صعبة ضد النائب جيرولد نادلر، زميلها منذ فترة طويلة وزميلها الديمقراطي من الجانب الغربي العلوي، ولعب نادلر الذي يشغل منصب رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، دورا بارزا في جلستي الاستماع اللتين عقدهما لعزل ترامب، وقام بحملة حول دوره كمنتقد لإدارة ترامب.
وتشير رسالة السيدة مالوني إلى إفصاحات، نشرتها صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة في أوائل أبريل، بأن صندوق الثروة السيادية الرئيسي للحكومة السعودية استثمر ملياري دولار في شركة كوشنر على الرغم من اعتراضات إحدى لجانها الداخلية على افتقاره إلى الخبرة الاستثمارية ذات الصلة. حدث هذا الاستثمار بعد أقل من ستة أشهر من ترك كوشنر منصبه في البيت الأبيض – وهو الدور الذي منحه إشرافا واسعا على جهود الإدارة الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
وخلال الفترة التي قضاها في الحكومة، طور كوشنر علاقة وثيقة مع الأمير محمد، حتى عندما واجه الأمير انتقادات بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان وحرب السعودية في اليمن، وفي وقت لاحق عندما واجه الاستثمار المخطط له بقيمة 2 مليار دولار في شركة كوشنر للأسهم الخاصة شكوكا من مسؤولي صندوق الاستثمارات العامة، صوت مجلس إدارة الصندوق بقيادة الأمير محمد للموافقة عليه على أي حال.
وأثار خبراء الأخلاقيات مخاوف بشأن استثمار الصندوق السعودي في شركة كوشنر، التي يبدو وفقا للإيداعات أنها تمثل الغالبية العظمى من أصولها البالغة 2.5 مليار دولار، وحثت السناتور إليزابيث وارن، الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، وزارة العدل على إلقاء نظرة فاحصة حقا على ما إذا كان كوشنر قد انتهك أي قوانين جنائية.
وفي رسالتها المؤرخة يوم الثلاثاء، أشارت السيدة مالوني إلى أن الشركة الأم لشركة Affinity تأسست في 21 يناير 2021 – في اليوم التالي لمغادرة السيد كوشنر البيت الأبيض وكتبت "علاقتك الوثيقة مع ولي العهد بن سلمان، ومواقفك الموالية للسعودية خلال إدارة ترامب، وقرار صندوق الاستثمارات العامة بتمويل حصة الأسد من مشروعك التجاري الجديد بعد ستة أشهر فقط من نهاية فترة ولايتك في البيت الأبيض، تخلق مظهر المقايضة لعملك في السياسة الخارجية".
وبدلا من الادعاء بانتهاك أي قانون قائم، كتبت السيدة مالوني أن التحقيق سيسعى إلى جمع معلومات حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى قوانين أكثر صرامة لتقييد الموظفين العموميين السابقين من التعامل مع نظرائهم الحكوميين السابقين.
وكانت لجنة الرقابة في مجلس النواب قد درست كلا من إدارة ترامب وعلاقتها مع المملكة العربية السعودية في الماضي وفي عام 2019، حققت في منح البيت الأبيض تصريحا أمنيا لكوشنر على الرغم من الأعلام الحمراء التي رفعها مسؤولو الاستخبارات، وأصدرت تقارير عن استعداد الإدارة لمشاركة تكنولوجيا الطاقة النووية مع المملكة.
