يحاول الاحتلال الصهيوني فرض رؤيته من خلال تكريس نفسه واقعا كمشرف على المسجد الأقصى، عبر الاقتحامات شبه اليومية ، وعمله على تخصيص أوقات محددة لليهود لكي يقتحموا فيها المسجد.
4 ممارسات
وكشف د. زياد إبحيص الباحث في الشان المقدسي، عبر منصاته التفاعلية عبر "فيسبوك" و"تويتر" عن محاولات جماعات الهيكل اليمينية تكريس مجموعة من الممارسات في الأقصى لتحويلها إلى مكتسبات دائمة، فعلى مدى اليومين الماضيين حاولت:
1- تكرار "السجود الملحمي" على ثرى الأقصى بشكل متكرر، والسجود الملحمي ممنوع على الحجارة وفق التشريع التلمودي إلا في "الهيكل" المزعوم.
2- تثبيت أدائها للصلوات العلنية الجماعية بصوت عالٍ، وترديدها للتراتيل التوراتية والأناشيد القومية بصوت عالٍ طوال فترة تواجدها في الأقصى.
3- اقتحام الأقصى بالملابس البيضاء حصرا، وهي ملابس التوبة التي ينبغي على كهنة المعبد أن يرتدوها ما داموا في خدمة الهيكل وفق التعاليم التوراتية.
4- تكريس البائكة الغربية لقبة الصخرة باعتبارها نقطة صلاة ثابتة إلى جانب الساحة الشرقية، وهي البائكة التي سبق لمدير أوقاف القدس عزام الخطيب أن طرد حارسات الأقصى من أمامها في بداية مسار جماعات الهيكل لتكريسها كنقطة تجمع في شهر 7-2018.
الممارسات الأربع للمقتحمين تمضي في طريق تكريس التعامل مع المسجد الأقصى باعتباره هيكلا قائما، وذلك بإحياء كل خصوصيات الهيكل التي اندثرت باندثاره وفق الرواية التوراتية، وهو خطر يتجاوز التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بالقفز إلى الصراع على طبيعة الأقصى وهويته باعتباره مقدسا يهوديا كما هو إسلامي.
على مدى اليومين الماضيين حاولت جماعات الهيكل اليمينية تكريس الممارسات التالية في #الأقصى لتحويلها إلى مكتسبات دائمة:
النص كاملاً في الصور.#لن_نترك_الأقصى pic.twitter.com/WTKpAWtndo
— زياد ابحيص (@ZiadIbhais) June 6, 2022
وحذر "إبحيص" من إعادة شرطة الاحتلال أشكالا من التضييق ارتبطت بذروات سابقة للعدوان مثل اقتحام الأقصى ليلا ومحاولة منع الاعتكاف وتحديد أعمار المصلين لصلاة الظهر للتمهيد لفترة الاقتحام الثانية التي تأتي بعد صلاة الظهر.
وقال إن "هذا المسار سيتصاعد أكثر في المحطات التالية للعدوان، وستدخل المعركة على الأقصى فصولا أكثر مصيرية، ولا بد أن ندرك بصراحة وبلا مواربة أن محاولات الحديث عن معادلات ردع تفصيلية في الأقصى على مستوى منع دخول المسجد القبلي أو منع رفع العلم الصهيوني لم تكن أكثر من وهم، وأن الطريق ما زال طويلا أمامنا على إجبار الاحتلال على تراجع إجمالي في الأقصى، وفرض هذه التراجعات وارد وممكن كما ثبت بالتجربة، لكن استعجالها والحديث عنها بينما هي لم تحصل يشكل عبئا على صراعنا وعلى خوضنا له بالشكل الصحيح.
اقتحم مئات المستوطنون باحات #المسجد_الأقصى المبارك صباح اليوم قبل ساعات من مسيرة الأعلام، برأيكم هل الاقتحامات المستمرة هي خطوة نحو تحقيق هدف بناء المعبد اليهودي في المسجد #الأقصى؟#ألف_ياء #الجزيرة_O2 pic.twitter.com/lZ6qhlp7rd
— الجزيرة O2 (@AlJazeeraO2) May 29, 2022
تقسيم بعيد المدى
وقال عبد الرحمن وائل (@awael8287) إن "تقسيم الهدف الكبير لأهداف جزئية طويلة الأمد، والتعامل مع كل هدف بطول نفس حتى يتم تهوين وقعه في نفوس المسلمين واستنزافهم بالانشغال به، هدفهم الأكبر هو هدم المسجد وبناء الهيكل، فيشتغلون بوسائل منها كثرة الاقتحامات وتنويع أشكالها، وإقرار التقسيم الزماني، وذبح القرابين".
وأيده عِمادُ الدِين (@EmadOtol) في واحدة من أحدث التغريدات عن الاقتحامات، من أن "هدف الاحتلال من الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى هو أن يتعود الفلسطينين عليها ، وأن تكون بشكل متكرر حتى تمل وكالات الإعلام من تغطية الأحداث ، وللأسف نجح الاحتلال في ذلك ، اليوم تم اقتحام المسجد الأقصى وشرب الخمر على أبوابه بدون تغطية كافية أو تفاعل للأسف".
وأضاف يونس أبو جراد (@YunusAbujarad) "يديعوت أحرونوت، قرر المستوى السياسي إغلاق باحات الأقصى أمام المقتحمين اليهود اعتبارا من يوم الجمعة المقبل حتى نهاية شهر رمضان ، قرار صهيوني خبيث، يسعى من خلال إلى تكريس التقسيم الزماني في المسجد الأقصى، حيث يمنع الاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان، لكنه لن يمنعها في عيد الفصح".
وعلقت زهراء (@ZahraPal1) " الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى  من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال هو شيء مخطط وله أهداف استراتيجية، على رأسها تكريس ما تسمى "القدس الكبرى" ومنع أي إمكانية لإقامة عاصمة للدولة الفلسطينية، وإحداث تغيير ديموغرافي لصالح المستوطنين بالمدينة".
 
عقل المقاومة
وفي ابريل 2022، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية، إن "الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى لن تُغير من طابعه الإسلامي في شيء".
وأشار هنية في تصريح صحفي، تعقيبا على أحداث القدس الأخيرة  "أقول للمحتل إذا كنت تعتقد أن الاقتحام للأقصى، سيُغير الطابع الإسلامي للمسجد فأنت واهم".
وأضاف "ما يتم في الأقصى من عربدة، سوف يُقصّر من عمر المحتل، وسيندحر عن أرض فلسطين".
وتابع زعيم حماس "شعبنا والمرابطون والمرابطات في الأقصى، يمثلون خط الدفاع الأول الذي سيظل ثابتا متقدما".
وجاءت تصريحات أبو العبد بعدما اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى بشكل يومي، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
وفي خطاب له في 2013، أشار هنية إلى أن "المسجد الأقصى جزء من عقيدة المسلمين ولن يستطيع الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع عبر الاقتحامات المتواصلة وجرائمه المستمرة".
وفي 17 مايو الماضي، قال القيادي بحركة حماس خالد مشعل "لا يكفي أن تترك غزة تقاتل منفردة في حروب متكررة، ولا يكفي أن يُترك المرابطون وحدهم في مواجهة الاقتحامات، لكن عندما تتعانق جبهات المقاومة وتتكامل فإن العدو يجبر على التراجع، ويرتبك ويتعاظم أثر المقاومة بتحقيق منجزات شعبنا".
وأضاف رئيس حركة حماس في الخارج مشعل  "شعبنا الذي انتصر للقدس والأقصى والشيخ جراح، سيفشل مخططات الاحتلال بفرض الهدوء بشكل مجاني مع استمراره في الاقتحامات والعدوان".
وفي ديسمبر الماضي، صدرت إحصائية نبهت إلى ارتفاعا ملحوظا في عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى خلال 2021، وبلغ عددهم 62308 متطرفا؛ وفي 2020 وصل عددهم 41784؛ ويصاحب الاقتحامات أداء صلوات تلمودية، استهداف باب الرحمة، مسيرات استفزازية، التضييق على المصلين، اعتقال المصلين وحراس الأقصى، ومحاولات فرض سياسيات جديدة تستهدف الأقصى.
 
