رغم أن لديه قناة العربية.. لماذا يبحث “ابن سلمان” عن فضائية تنافس الجزيرة؟

- ‎فيعربي ودولي

حاولت دول عربية كثيرة مثل السعودية والإمارات وحتى مصر أن تخلق قنوات فضائية منافسة للجزيرة، وأنفقت عليها مليارات الدولار واعتمدت على طاقم يحتوي على نخبة من أبرع المذيعين والمذيعات، ولكن هذه القنوات فشلت فشلا ذريعا وكانت نسبة مشاهدتها متدنية جدا.

هذه الدول لا تملك أي رؤية أو مشروع، والقنوات التي قاموا بإنشائها كانت عبارة عن امتداد للتلفزيونات الرسمية وكان محتواها ضعيفا جدا حتى إن وزراء إعلام هذه الدول لم يتابعوها بمقدار متابعتهم للجزيرة.

 

قناة "طال عمره"!

تولي السعودية أهمية قصوى لأداتها الإعلامية التي تعول عليها في تظهير صورتها إلى العالم، خاصة الدول الغربية والولايات المتحدة الذين يشكلون قبلة الرياض ودول الخليج.

غير أن لهذا الاهتمام كلفة باهظة تتمثل بالدرجة الأولى بالجهد الكبير الذي تبذله لمراقبة وسائلها الإعلامية على اختلافها ويرجع ذلك للمجهود المطلوب من هذه الوسائل تحريف للوقائع وتضليل للرأي العام ليس فقط داخل مجتمعاتها بل بالتعاطي مع شعوب المنطقة ومحور المقاومة بشكل خاص، وبالدرجة الثانية بالتمويل الهائل والبذخ على الصحفيين ورؤساء التحرير المراقبين أمنيا.

وتسعى السعودية لإطلاق قناة إخبارية دولية بميزانية ضخمة، تنافس بها قناة “الجزيرة” القطرية وتزيد نفوذها في العالم، حسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

وأوضح تقرير الصحيفة، أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، المدعومة من الدولة، تعمل منذ فترة للبحث في إمكانية إطلاق قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية، يمكن أن تنافس قناة “الجزيرة“ حيث تهدف المملكة إلى توسيع نفوذها الإعلامي العالمي.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن العديد من الأشخاص المطلعين على المشروع تأكيدهم، أن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام قد تواصلت مع شركات استشارات إعلامية لدراسة جدوى ونطاق المشروع.

ربما تكون قناة العربية وسكاي نيوز هما المنافسان الوحيدان للجزيرة وتواجه هاتين القناتين مشكلة كبرى في منافستهما للجزيرة وهي أن قناة الجزيرة شبكة عملاقة تمتلك شبكة متنوعة من المراسلين في أنحاء العالم ومراسلين حربيين شجعان مستعدين للموت من أجل إيصال صورة أو فيديو في أكثر المناطق سخونة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن.

ومراسلون آخرون يتوزعون في أنحاء المدن العالمية والقارات الخمس من استراليا وحتى أمريكا الجنوبية، بينما قناة العربية وقناة سكاي نيوز عربية هما قناتان محليتان للضرار على الجزيرة وتعتمدان إلى حد كبير في نشرتهما الإخبارية على أخبار من وكالات أنباء رسمية واتصالات تليفونية ومقابلات عبر السكايب ومن داخل الاستديو.

القناة السعودية المُزمع إطلاقها ستكون ثاني أكبر مؤسسة تبث باللغة الإنجليزية في العالم العربي، بعد قناة “الجزيرة” الإنجليزية، ونقلت “فايننشال تايمز” عن أحد المطلعين على المشروع السعودي الإعلامي الجديد قوله: إن "تمويل هذه المبادرة من المرجح أن يكون خارج النطاق، بالنظر إلى رغبة الدولة في إنشاء قناة من شأنها أن تساعد في نشر كلمة السعودية في جميع أنحاء العالم”.

لكنّ شخصا آخر مطلعا عن قرب على المشروع أكد لذات الصحيفة، أن القناة الجديدة لن تستمر إلا إذا تبين أنها قابلة للتطبيق تجاريا أي أنها لن تعتمد كليا على الدعم الحكومي السعودي.

 

نخبة من الغباء 

تم تأسيس قناة العربية لمنافسة الجزيرة ومحاولة انتزاع نسبة من الجمهور العربي الذي يبدو أنه وجد ضالته في الجزيرة منذ انطلاقتها، وما يؤكد هذا التوجه هو أن أحد مالكي القناة، وليد الإبراهيم، اعتبر أن "قناة العربية تمثل خيارا بديلا أكثر اعتدالا من قناة الجزيرة وهدفه هو وضع "العربية" بالنسبة لـ"الجزيرة" في الموقع نفسه الذي تحتله "سي إن إن" من "فوكس نيوز" كمنفذ إعلامي هادئ ومتخصص معروف بالتغطية الموضوعية وليس الآراء التي تُقدم في صورة صراخ".

وبدأت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام المرتبطة بالعاهل السعودي الملك سلمان وترأسها أبناؤه حتى عام 2014، بالتوسع في السنوات الأخيرة.

تدير الشركة المدرجة في البورصة، 36 عنوانًا، بما في ذلك صحيفة الشرق الأوسط العربية وقناة الشرق الإخبارية، التي دخلت في شراكة مع بلومبرج، كما أن لديها شراكات مع صحيفة الإندبندنت البريطانية على الإنترنت وتدير إصدارات الأخيرة في الشرق الأوسط.

وتمتلك السعودية بالفعل قناة “العربية”، وهي شبكة عربية تنافس قناة الجزيرة باللغة العربية إلى جانب “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، لكن جميع هذه القنوات تمارس الرقابة الذاتية وتعتنق آراء حكومتها.

تقول المحللة الإعلامية كلير إندرز : “لقد ساعدت الجزيرة في التعريف بقطر، وتمتلك السعودية موارد غير محدودة للاستثمار في إستراتيجية إعلامية مماثلة لإضفاء الشرعية على موقعها في العالم ومساعدتها على الوصول إلى الناس”.

القنوات العربية عامة – فيما عدا الجزيرة- لا تملك أي رؤية أو توجه سوى توجه السلطة، لقد كانت مهزلة حقا ما حدث في 2011م عندما كانت قناة العربية المملوكة للسعودية تصور كوبري قصر النيل الخالي من المتظاهرين بدلا من تصوير ميدان التحرير المكتظ بالمتظاهرين في القاهرة وعندما كانت مراسلتها تريد أن تقنع مشاهدي القناة أن ميدان التحرير خالي من أي تظاهرة.

لقد كانت قناة العربية تركز بشكل مفرط على الشأن الإيراني والعراقي واللبناني وقليل من الأخبار عن مصر وتتجاهل نقل أخبار دول المغرب العربي والسودان واليمن، بينما لاهم لأختها سكاي نيوز إلا أخبار قطر والإخوان وتركيا وكأن هذه الأمور هي محور الكون.

لقد كان المعيار الأساسي في اختيار المذيعين والمذيعات في قناة العربية وسكاي نيوز هو الجمال والأناقة فقط ولم يتم التطرق إلى مسألة الثقافة والمهنية ولذلك امتلك هاتان القناتان نخبة من أغبى المذيعين وهذا على عكس فرغم أن مذيعي الجزيرة هم أنيقون جدا ومن ذوي الوجه الحسن إلى أن ما يميزهم هو أنهم جميعا من مستويات ثقافية عالية ومدربون بشكل جيد، بل إن مذيعي الجزيرة هم أصلا أساتذة إعلام وقد تخرج من تحت أيديهم أعداد هائلة من الصحفيين الشباب من مركز الجزيرة للتدريب.