قال وزير سابق في حكومة الانقلاب: إن "عبد الفتاح السيسي ألغى رحلة إلى جنوب أفريقيا، لأنه يخشى الاعتقال لدوره في مذبحة رابعة" حسبما ذكر موقع ميدل إيست آي.
وصرح بذلك منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة السابق، في مقابلة مثيرة على موقع "ذات مصر" الإخباري، الذي تم تعليقه منذ ذلك الحين في مصر.
ونشرت المقابلة لأول مرة الأسبوع الماضي لكنها حذفت لاحقا، وقد تمت مشاركتها من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يديرها المعارضون المصريون في الخارج.
في المقابلة، انتقد عبد النور، الذي شغل منصب وزير بين يوليو 2013 وسبتمبر 2015، حكومة السيسي، وعزا الأزمة الاقتصادية في البلاد إلى الإفراط في الاقتراض وعدم الثقة في قرارات الحكومة.
كما حذر من أن الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في فبراير 2024، ستكون مهزلة، وزعم أن الأجهزة الأمنية ستوافق على قائمة المرشحين الذين يمكنهم الترشح ضد السيسي.
وحول وضع حرية الرأي والتعبير، قال: "الناس في مصر خائفون، وكل من يعبر عن رأي في الشأن العام يتم القبض عليه".
وأضاف: "الدليل هو أنه إذا التقى شخصان وأرادوا التحدث عن الشؤون العامة، فإنهم يضعون هواتفهم بعيدا، خوفا من المراقبة".
رحلة جنوب أفريقيا
وقد تمت مشاركة التعليقات شديدة الانتقاد من قبل نور على نطاق واسع على الإنترنت من قبل معارضي الحكومة، حيث لا يزال الوزير السابق يعتبر حليفا للسيسي.
وكان عبد النور شخصية بارزة في جبهة الإنقاذ الوطني، وهي تحالف من الأحزاب والشخصيات العامة التي عارضت حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، أول زعيم منتخب ديمقراطيا في مصر.
وحشد السيسي، وزير الدفاع آنذاك، للانقلاب العسكري على مرسي عام 2013.
وتم تعيين عبد النور وزيرا في الحكومة المؤقتة بعد الانقلاب، التي اتهمتها هيومن رايتس ووتش بارتكاب جرائم محتملة ضد الإنسانية في القتل الجماعي لمؤيدي مرسي، فيما يعرف باسم مذبحة رابعة.
وفي أغسطس 2013، تجمع عشرات الآلاف في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة للمطالبة بعودة مرسي.
قتل الجنود وضباط الشرطة المصريون ما لا يقل عن 900 شخص أثناء تفريقهم بالقوة لمخيم احتجاج في الميدان في 14 أغسطس.
وفي ذلك الوقت، أيد عبد النور علنا استخدام تكتيكات التجويع والحصار لتفريق الاحتجاجات.
وكرر تعليقاته في المقابلة الأخيرة، قائلا: إنه "يواجه اتهامات بارتكاب جرائم دولية في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا نتيجة لذلك".
وخلال رابعة، في مقابلة تلفزيونية، قلت: إنني "لا أفهم لماذا لا يمكننا محاصرة المتظاهرين ومنع الطعام والشراب من الوصول إليهم، وبحظر توصيل الطعام والشراب، سيتعين عليهم مغادرة الاحتجاجات".
ووجه محامون يمثلون مرسي وحزبه الحرية والعدالة تهما جنائية ضد السيسي وأعضاء بارزين في حكومة الانقلاب يعتقد أنهم متورطون في تحريض وقتل المتظاهرين.
وفقا لعبد النور، ألغى هو والسيسي رحلة إلى جنوب إفريقيا في عام 2015 بسبب مخاوفهما من الاعتقال هناك بموجب الولاية القضائية العالمية، حيث إن جنوب إفريقيا من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، وأدرجت المعاهدة في نظامها القانوني المحلي.
وقال الوزير السابق: إنه "لم يزر المملكة المتحدة منذ سنوات بناء على نصيحة من السفير البريطاني السابق في القاهرة جيمس وات ووزارة الخارجية المصرية".
وقال: "كنت على وشك الاعتقال في المملكة المتحدة ونصحت بالعودة إلى مصر بسرعة" في إشارة إلى زيارة مقررة إلى المملكة المتحدة في عام 2014.
وأوضح: "سافرت مع جمعية رجال الأعمال المصريين البريطانيين للترويج لمصر والاستثمارات في مصر".
وأضاف، قال لي السفير البريطاني: "لا تسافر أبدا إلى المملكة المتحدة دون إبلاغنا، لأن هناك أمرا بالتحقيق معك بسبب هذه القضية.
وقال وات لموقع ميدل إيست آي: إنه "ينفي نفيا قاطعا أنه قال أي شيء من هذا القبيل للسيد عبد النور أو لأي شخص آخر".
وأضاف "لم أكن على علم بأي تحقيق من هذا القبيل، وما زلت أعتقد أنه لم يكن هناك أي تحقيق، لو كنت على علم بمثل هذا التحقيق، لكان من الخطأ تماما أن أذكره له".
وأوضح: "لا يسعني إلا أن أعتقد أن عبد النور، الذي أحترمه كثيرا، قد أساء تذكره".
ثم في عام 2015، خلال مؤتمر في شرم الشيخ، قال عبد النور: إن "كبير مساعدي السيسي في ذلك الوقت عباس كامل حذره من السفر إلى جنوب إفريقيا".
وقال: "لا أنت ولا السيسي تسافرون إلى جنوب أفريقيا، لأن الإخوان المسلمين رفعوا دعوى قضائية هناك وكان هناك حكم".
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-sisi-feared-arrest-south-africa-rabaa-minister-says
