بوليفيا وفنزويلا وإيرلندا وسكوتلندا.. كيف أصبحت أكثر عروبة من العرب ؟

- ‎فيعربي ودولي

على خلاف سائر البلاد العربية – إلا دولة أو دولتين- اتخذت عدة دول في أمريكا اللاتينية ردود فعل قوية ضد العدوان الذي يشنه العدو الصهيوني على غزة، ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، ردا على اقتحامات الأقصى ومشاريع التطبيع والقتل والاعتقال والتهجير الذي يمارسه المحتل تحت سمع وبصر العالم.
وتملك دول عربية، خصوصا تلك التي لديها علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، خيارات كثيرة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، من بينها طرد السفراء وإغلاق السفارات وقطع العلاقات.
لكن ومع مرور أكثر من 30 يوما على المجازر المرتكبة ورغم الضغوط الشعبية الواسعة في بعض الدول العربية المطبعة كمصر والأردن والمغرب، فإن هذه الدول ومن سار في فلكها لم تعلن أي خطوة جدية ضد إسرائيل عكس مواقف سابقة اتخذت خلال عقود سابقة.
كولومبيا التي طردت سفير إسرائيل ردا على مجازر بلاده بحق الفلسطينيين، وضعت الدول العربية المطبعة في موقف محرج، خصوصا أن أي خطوة ستقوم بها ربما سيكون لها تأثير على سير التطورات في غزة، ما يطرح تساؤلات، مفادها: هل ستذهب هذه الدول إلى خطوة كهذه، أم أنها ستلتزم الصمت وتتجاهل مطالب الشعوب العربية؟
وقطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع كيان العدو الصهيوني احتجاجا على سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، واستدعت كولومبيا سفيرها لدى العدو، وكذلك فعلت تشيلي للسبب نفسه.
هذه التحركات لم تأت من دول عربية معنية أكثر بالصراع الفلسطيني الصهيوني، على عكس توقعات شعوبها، فما الذي يجعل دول أمريكا اللاتينية تفعل ما لم يفعله العرب تجاه غزة؟
أعلنت بوليفيا الثلاثاء الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان العدو الصهيوني، بسبب جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وقال نائب وزير الخارجية البوليفي، فريدي ماماني، في مؤتمر صحفي: “قررت بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”، مضيفا أن “بوليفيا تدين الأعمال العدوانية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتعتبرها تهديدا للسلام والاستقرار الدوليين”.
في اليوم التالي، اتهم المحتل الصهيوني دولة بوليفيا بالاستسلام للإرهاب ونظام آية الله في إيران، في إشارة إلى حركة حماس الفلسطينية والنظام الإيراني الداعم لها.
وقلل المحتل الصهيوني من أهمية الخطوة، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها إن العلاقات بين الدولتين كانت فارغة من أي مضمون على أية حال.
وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009، في ظل حكومة الرئيس اليساري إيفو موراليس، احتجاجا على هجماتها على قطاع غزة.
وبعد ساعات من قطع بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل، استدعت كولومبيا سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب التصعيد المستمر في القطاع المحاصر.
وكتب الرئيس الكولومبي، غوستابو بيترو، في رسالة على موقع إكس يوم الثلاثاء: “قررت استدعاء سفيرنا لدى إسرائيل، إذا لم توقف إسرائيل المذبحة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك”.
واستدعت حكومة تشيلي سفيرها أيضا، يوم الثلاثاء، بعد ما وصفتها بأنها انتهاكات إسرائيلية للقانون الإنساني الدولي جراء هجماتها على قطاع غزة، وقالت وزارة الخارجية في بيان: “تدين تشيلي بشدة وتراقب بقلق بالغ هذه العمليات العسكرية”.
كما دعت إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، والسماح بعبور المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وقالت وزارة الخارجية في تشيلي، في بيان منفصل، إنها تدفع من أجل تطبيق حل الدولتين لإنهاء الصراع.
ودعت دول أخرى في أمريكا اللاتينية، من بينها البرازيل والمكسيك، إلى وقف إطلاق النار، وقال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الجمعة الماضية: إن “ما يحدث الآن هو جنون من رئيس وزراء إسرائيل الذي يريد محو قطاع غزة”.
وأضاف دا سيلفا “أن ترتكب حماس عملا إرهابيا ضد إسرائيل لا يعني أن على إسرائيل أن تقتل ملايين الأبرياء”.
كما أدانت فنزويلا جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وجددت دعوتها للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والبحث عن حلول فورية استنادا لقرارات الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام.