بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار.. عزوف المواطنين عن شراء ملابس العيد والمحلات للفرجة فقط ؟

- ‎فيتقارير

 

قبل ساعات من  عيد الأضحى المبارك، فوجئ المصريون بارتفاع جنونى فى أسعار الملابس ما دفع الكثيرين منهم الى الامتناع عن الشراء بسبب ضعف قدرتهم الشرائية واستنزاف ما بأيديهم من أموال فى الدروس الخصوصية والاحتياجات اليومية وهكذا باتت الملابس الجديدة خارج ميزانية العيد.

امتناع المواطنين عن الشراء جعل محلات الملابس خاصة فى منطقة وسط البلد تعانى من ركود غير مسبوق حيث توقفت حركة البيع بصورة شبه تامة

 

ارتفاع مبالغ فيه

حول اسعار الملابس قال حسام الهلالي، موظف، ان أسعراها ارتفعت بشكل مبالغ فيه، مشيرا إلى أنه ذهب  مع أولاده لشراء ملابس العيد لكنه فوجئ بان سعر «الـ تى شيرت» الولادى الذى كان يباع بـ250 جنيها ارتفع إلى الضعف، أما ملابس البنات فقد فاقت التوقعات .

وأضاف الهلالي أن سعر البنطلون البناتى قفز الى أكثر من 700 جنيه، والبلوزة لأكثر من 900 جنيه، مطالبا أصحاب المحلات بأن يتقوا الله ويخفضوا الأسعار حتى يتسنى للمواطنين شراء الملابس لأطفالهم ليفرحوا بالعيد.

عيد الفطر

وقالت شيماء عاطف، ربة منزل،: لدى ابنتان، وبسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، والملابس بشكل خاص، لم نقدر على شراء مستلزمات العيد هذا العام، ولكن اقتصرت على ملابس عيد الفطر الماضى واحتفظت بها حتى تكون بشكل لائق وجيد وتصلح أن ترتديها ابنتيّ فى عيد الأضحى أيضًا مع أقاربهما .

وأكدت أن الوضع فى الأسواق «صعب»، موضحة أن زوجها لا يتعدى راتبه الـ5 آلاف جنيه، وهم يعيشون فى شقة إيجار جديد، وتضطر لمساعدة زوجها فى ظروف الحياة الصعبة، وتعمل فى التسويق الإلكترونى عبر شبكات الإنترنت، وبيع بعض المنتجات.

 

حياة صعبة

وأشارت فاطمة إبراهيم ربه منزل، إلى إن أسعار الملابس ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ما يجعلها تقوم بشراء قطعة واحدة فقط، “تيشيرت أو قميص” لكل طفل من أبنائها الثلاثة، حتى تقاوم ظروف الحياة الصعبة، خاصة وأن هذا العيد يتزامن مع دروس أطفالها، وبات الوضع صعبا عليها هى وأسرتها .

وأعربت عن أسفها لأن الرواتب لا تواكب الارتفاع المتزايد فى الأسعار، لذلك نقوم بتدبير الأمر، حتى تسير الحياة، ولا نحتاج لأحد، وفى الوقت نفسه لا تحرم أبناءها فرحة العيد التى اعتادوا عليها سنويًا.

 

ملابس البالة

وأكدت سميرة عادل موظفة فى أحد المستشفيات، أنها منذ فترة طويلة بدأت تلجأ لملابس البالة التى توهم أبناءها الأربعة بأنها ملابس جديدة، حيث تقوم بكيها وتكييسها لتأخذ الشكل الجديد حتى لا ينعكس ذلك على حالتهم النفسية، ويعود عليهم بالسلب .

وأوضحت سميرة عادل أن هذا العام منذ بداية عيد الفطر الماضى ارتفعت أسعار البالة بشكل كبير حيث وصل الكيلو فى إحدى المناطق الشعبية إلى 1200 جنيه، ما يجعلها عاجزة عن شرائها مرة أخرى، مؤكدة أنها كانت فى متناول يديها خاصة أن زوجها يعمل موظفا فى القطاع الخاص وراتبه لا يتعدى الـ4 آلاف جنيه .

وأشارت إلى أنها تحاول أن تشترى قطعًا بأوزان خفيفة حتى تستطيع شراء جميع مستلزمات العيد، كونها عادة من الصعب الاستغناء عنها.

 

عزوف المواطنين

وقال صاحب محل ملابس أطفال، إن القوة الشرائية شهدت تراجعًا بنسبة 60%، خلال عيد الأضحى الحالي مقارنة نفس الفترة العام الماضي، نظرًا لارتفاع أسعار الملابس بنسبة 40% فى الموسم الصيفى الحالي .

وأكد أن فرصة المواطنين الخاصة بشراء الملابس تراجعت بشكل تدريجي، فضلا عن عزوف البعض عن عملية الشراء من الأساس.

وأشار إلى أن بعض المواطنين اتخذوا عملية الفصال سبيلا للحصول على ملابس لأطفالهم، وفى الوقت نفسه من الصعب على التاجر أن يخسر بسبب ارتفاع أسعار الخامات والعمالة وغيرها، مؤكدًا أن الارتفاعات تصل للتاجر أيضًا، حيث يضطر أحيانًا لتخفيض الأسعار ويقلل من هامش ربحه لعودة حركة البيع وتحريك المياه الراكدة.

وأضاف أن أسعار ملابس الأطفال يتراوح سعر الفستان من 300 إلى 700 جنيه ويتراوح سعر البلوزة من 400 إلى 500 جنيه، بينما يتراوح سعر البنطلون من 500 إلى 700 جنيه، مشيرًا إلى أن حجم مبيعات سوق الملابس فى عيد الفطر الماضى أفضل من عيد الأضحى الجارى بنسبة 50%.

 

الحالة الاقتصادية

وقالت أمل سمير، صاحبة محل ملابس حريمى، إن حركة البيع والشراء شهدت تراجعًا بنسبة كبيرة بسبب تزامن عيد الأضحى مع الموسم الصيفى واستكفاء المستهلكين بما تم شراؤه فى عيد الفطر، مشيرة إلى أن المحل يقدم تخفيضات بقيمة 20% بمناسبة عيد الأضحى ، ويتراوح أسعار البلوزات من 200 جنيه لـ300 جنيه، ويتراوح سعر البنطلون من 300 جنيه لـ 350 جنيها ويتراوح سعر الفستان من 400 جنيه لـ 450 جنيها .  

وأكدت أمل سمير أن القوة الشرائية شهدت تراجعًا عن عيد الفطر بنسبة 50%، نظرًا لتدهور الحالة الاقتصادية للمستهلك، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع بنسبة تفوق 30%.