قال عبد الله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز باتحاد الغرف التجارية، إن هناك زيادة مرتقبة في أسعار الخبز السياحي (العيش الحر) بنسبة تتراوح بين 25% و40%، نتيجة ارتفاع أسعار السولار وتكاليف الإنتاج.
وأوضح غراب في تصريحات صحفية أن قرار لجنة التسعير التلقائي بزيادة أسعار السولار والبنزين أدى إلى ارتفاع تكلفة نقل الدقيق والمنتجات، إلى جانب زيادة أسعار الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل الأفران. وأضاف أن أسعار مواد التغليف والدقيق الحر شهدت كذلك زيادات ملموسة، ما زاد الأعباء على أصحاب المخابز.
وأشار إلى أن الزيادة المتوقعة تتراوح بين 25 و50 قرشًا للرغيف الواحد، بحسب نوع الخبز (سياحي أو فينو)، مرجحًا أن تصل الزيادة الإجمالية إلى 30–40% في سعر الخبز السياحي.
وبشأن ابتعاد الحكومة عن التدخل في تسعير الخبز السياحي، أوضح غراب أن الدولة لا تدعم هذا النوع من الخبز، وبالتالي يخضع للعرض والطلب، في حين يظل سعر الخبز المدعوم ثابتًا لأن الحكومة تتحمل فارق التكلفة.
وأشار إلى تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة التموين والغرف التجارية لمراجعة الأسعار وضبط عملية البيع، على أن يُتخذ قرار رسمي بتعديل الأسعار خلال أيام بعد انتهاء الاجتماعات التنسيقية.
من جانبه، قال خالد صبري، نائب رئيس شعبة المخابز، إن الزيادة في أسعار الخبز السياحي ينبغي ألا تتجاوز 10%، متوقعًا بدء تطبيق الأسعار الجديدة خلال الأسبوع المقبل، بعد نفاد أرصدة المخابز من الدقيق والجاز المشتري قبل تحريك أسعار الوقود.
ورجّح غراب أن ترتفع الأسعار بنفس نسبة زيادة السولار (13%)، بينما أوضح صبري أن الزيادات لا تعكس فقط أسعار الوقود، بل أيضًا تكاليف النقل وأجور العمال ومدخلات الإنتاج وأسعار الخميرة.
كانت الحكومة قد رفعت أسعار الوقود بنسب تراوحت بين 10.5% و13% اعتبارًا من الجمعة الماضية، ليرتفع سعر السولار من 15.5 جنيهًا إلى 17.5 جنيهًا للتر الواحد.
ونقل موقع اقتصاد الشرق عن مسؤول حكومي لم يُفصح عن اسمه أن الحكومة تتوقع توفير 28 مليار جنيه من موازنة الدولة خلال السنة المالية الجارية، مع توجيه هذه الوفورات إلى برامج الحماية الاجتماعية مثل تكافل وكرامة، عبر زيادة عدد الأسر المستفيدة في مختلف المحافظات.
وخلال السنوات العشر الماضية شهد الرغيف السياحي في مصر زيادات تدريجية في الأسعار مع ثبات نسبي في الوزن، الذي يتراوح بين 90 و120 جرامًا حسب نوع المخبز (سياحي، فاخر، بلدي غير مدعم).
لكن شكاوى متعددة ظهرت مؤخرًا بشأن نقص الوزن في بعض المخابز الخاصة.
تطور سعر الرغيف السياحي (2015–2025)
| السنة | السعر بالجنيه |
|---|---|
| 2015 | 0.75 – 1.00 |
| 2017 | 1.00 – 1.25 |
| 2019 | 1.25 – 1.50 |
| 2021 | 1.50 – 2.00 |
| 2023 | 2.00 – 2.25 |
| 2024 | 2.25 – 2.50 |
| 2025 | 2.50 – 3.50 (حسب المنطقة) |
شهدت الأسعار قفزات حادة مع تحرير سعر الصرف في يونيو 2016 وبدء تنفيذ أول قرض من صندوق النقد الدولي، ثم مع ارتفاع أسعار الدقيق والوقود والتضخم.
ويتوقع مراقبون استمرار الاتجاه التصاعدي في الأسعار بعد ارتفاع أسعار الدقيق بنسبة 35%، إلى جانب زيادات في أسعار الوقود والكهرباء والغاز وأجور العمال وتكاليف التشغيل.
وقال خالد فكري، المتحدث الرسمي باسم شعبة الخبز، إن زيادة أسعار المحروقات سترفع سعر رغيف الخبز السياحي بنحو 30% خلال الأسبوع المقبل نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وعلّق الناشط عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) على الارتفاع قائلًا عبر منصة إكس:
“رغيف العيش السياحي اللي بياكله نص الشعب المصري والناس من الطبقة المتوسطة غِلي بعد ما السيسي غلّى البنزين.. الناس ما بقتش بتنزل طبقة، الناس بقت بتسقط في قاع الطبقات، ولما بيحاولوا يستوعبوا اللي بيحصل، يكون الغلاء الجديد وصل!”
وأضاف:
“ما تفتكروش إن ده آخر وساخات النظام، اللي جاي أنيَل وأنيل. أما اللي لسه ساكت، فتأكدوا إنه يا إمّا ملياردير، يا إمّا بيقبض من النظام اللي مخلّيه يجيب بدل الرغيف فرن عيش كامل.”
