ارتكبت مليشيا الدعم السريع مساء 26 أكتوبر الجاري بمدينة الفاشر مركز شمال دارفور جريمة بشعة بعدما قتلت مواطنين عُزّل على أساس اثني في جريمة تطهير عرقي.
وقالت تقارير "شبكة أطباء السودان": إن "فرقنا الميدانية بأن أعداد الضحايا تفوق العشرات، في ظلّ صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة، بسبب الانفلات الأمني الكامل الذي تسببت فيه الدعم السريع".
وأضافت، "مليشيا الدعم السريع نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، لتُجهز على ما تبقّى من مقومات الحياة والرعاية الصحية". موضحة أن الجرائم "انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والمنشآت الصحية".
وقالت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، في بيان الاثنين: "يتعرض الأبرياء من الفاشر لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي". معتبرة أن "الصمت أو الحيادية في مواجهة هذه الانتهاكات لا تعني سوى التواطؤ مع الظالمين".
ونشرت منصات تابعة للمليشيا وآخرون ناقمون، احتفال أفرادٍ من قوات الدعم السريع في نجران بالسعودية، بالمقتلة العظيمة في عاصمة شمال دارفور والي يعتبرونه "انتصار" في وقت تعلن فيه السعوديةُ اصطفافَها مع الجيش السوداني، وقال مراقبون إن المحتفلين مرتزقةٌ كان النظامُ السعودي يستعينُ بهم في حربه ضدّ الحوثيين في اليمن.
https://x.com/Aali_1997/status/1982813784835010900
بالمقابل، دعت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى "التحرّك الفوري والفعلي لوقف المجازر، وحماية المدنيين، ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية".
وقال الحقوقي والسياسي د. أسامة رشدي @OsamaRushdi تعليقا : "بعد سقوط #الفاشر في شمال غرب #دارفور، وما يرافقه من مجازر مستمرة حتى الآن ضد المدنيين بل وحتى ضد جنود الجيش السوداني، يبدو أن نظام #السيسي البليد يتعامل مع ما يجري في #السودان الشقيق وكأنه يحدث في أمريكا اللاتينية.
واعتبر أن نظام السيسي الفاشل "الذي تنازل من قبل عن حقوق مصر في شريان حياتها – #النيل –، يرتكب اليوم خطيئة كبرى تؤكد مجددًا أنه لا يفهم شيئًا في مفهوم الأمن القومي المصري، ويتركه نهبًا لـ”أولاد زايد” الذين تحركهم الأصابع الصهيونية لحصار #مصر من الجنوب والغرب، بل ومن الشرق أيضا ما بيننا وبين السودان رباط مقدّس، وهو الذي كان يومًا – ليس ببعيد – جزءًا من مصر.".
وضم صوته "إلى ما قاله السفير #معصوم_مرزوق: لقد حان الوقت لوقفة حاسمة مع أولاد زايد المخربين الذين باتوا يحاصرون #مصر بالمليشيات والمؤامرات والمذابح.".
وحذر من أن " تفكك السودان وانعدام الاستقرار في إقليمه قضية أمن قومي لمصر؛ أقلّ تبعاتها تدفق اللاجئين وتحول السودان على حدودنا إلى دولة فاشلة تستقطب المليشيات والإرهاب، أما مخاطر تقسيم السودان، فستنعكس بالضرورة وبالًا على مصر.".
وتساءل "فإذا لم نكن نحن أول المعنيين، فمن يكون؟! خيبة عليكم وعلى الرتب الفالصو التي تحملونها على أكتافكم وصدوركم!".
https://x.com/OsamaRushdi/status/1982797044449165821
وأكدت المقاومة الشعبية بالفاشر في بيان، أن "المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع وأن المليشيا "تشن حملة إعلامية مضللة ومفضوحة، لإثار الهلع والرعب بشأن (ادعاء) دخولها لمقر رئاسة الفرقة السادسة مشاة للجيش، وكأنه يعني سقوط الفاشر".
وتواصلت اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني يساندها متطوعو المقاومة الشعبية من جانب ومليشيا الدعم السريع في الفاشر من جانب آخر، وسط ادعاءات الأخيرة باستيلائها على مقر الجيش بالمدينة، فيما لم يصدر تعقيب من الأخير.
وأعلنت المقاومة الشعبية، خلال اليومين السابقين للمذبحة الأخيرة تصدّيها لهجوم واسع شنّته مليشيات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عبر خمسة محاور رئيسية، بمشاركة مرتزقة أجانب.
وأوضح البيان أن الهجوم ضمّ "أعدادًا كبيرة من المرتزقة من كولومبيا، تشاد، جنوب السودان، وجمهورية إفريقيا الوسطى، بينهم مهندسون وقناصة"، تم تجنيدهم بدعم خارجي، في تصعيد خطير يكشف طبيعة الحرب المأجورة التي تشنّها هذه المليشـيا المارقة لاجتياح المدن وفرض سيطرتها بالقوة.
ومنذ منتصف عام 2024، تعيش مدينة الفاشر شمال دارفور تحت حصار خانق تفرضه ميليشـيات الدعم السريع، بعدما أصبحت آخر معقل للجيش السوداني في الإقليم.
يُقدَّر عدد السكان المحاصَرين داخل المدينة بنحو 750 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال والنازحين الذين فرّوا من مناطق القتال الأخرى.
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 70٪ من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسط نقص حاد في الوقود والمياه والدواء.
بسبب نفاد المؤن، اضطر السكان إلى أكل أعلاف الحيوانات وجلود الأبقار وبقايا البذور والنباتات البرية، في مشهد يختصر مأساة الجوع في دارفور.
وتمنع المليشيا بالحصار حوّل المدينة إلى سجن كبير، المساعدات الإنسانية منذ أكثر من عام، وتُقطع طرق الإمداد الواصلة من تشاد ونيالا، ما جعل الحياة شبه مستحيلة.
ومنذ مايو 2024، سقط أكثر من 780 مدنياً في هجمات متكرّرة، بينهم أطفال ونساء، فيما أُصيب المئات نتيجة القصف العشوائي على الأحياء والأسواق والمخيمات.
وتعيش الفاشر خلف جدار من الصمت الدولي، إذ تُمنع وسائل الإعلام من الوصول، وتُحجب الاتصالات، مما يجعل التحقق من حجم الكارثة أمراً شبه مستحيل، حيث تؤكد منظمات دولية أن الصحفيين في الفاشر يتعرضون للمطاردة والاحتجاز والعنف الجنسي بسبب محاولتهم توثيق الجرائم، في محاولة لإسكات آخر الأصوات الشاهدة على المأساة.
https://twitter.com/SupportProphetM/status/1981787012781797882
واستعرض د. محمد الصغير @drassagheer "صورة من معاناة أهل #الفاشر في ظل الحصار الجائر الذي يفرضه خوارج #الدعم_السريع ، فإن سلمنا بعجز الأمة أمام عربدة #نتن_ياهو في #غزة، فهل عجزنا أيضا عن مواجهة ميلشيا #حميدتي ومن معه من المرتزقة وقطاع الطريق؟
كيف ساغ للعرب التسوية بين الدولة والعصابة؟ #السودان_المنسي #الفاشر_تموت_جوعاً".
وعلق الأكاديمي الفلسطيني من غزة د. فايز أبو شمالة @FayezShamm18239 "لا كثير فرق بين المذابح التي تجري على أرض السودان، والتي تجري على أرض غزة، القاتل واحد، والعدو واحد، والهدف واحد، وهو إضعاف الأمة، وتشتيت شملها".
وأضاف "ولا كثير فرق بين المذابح على أرض لبنان واليمن وسوريا وإيران وبين المذابح التي تجري على أرض غزة، فالعدو واحد، والهدف تمزيق الأمة، وسحق مستقبلها.".
وأكد أنه "لا أبالغ لو قلت: إن مصر ليست بعيدة عن الاستهداف، وكذلك العراق وتركيا والسعودية وقطر والباكستان وليبيا والجزائر والخليج والمغرب.
الحرب ضد وحدة مصير الأمة امتداد لأهداف الحرب على غزة، واستكمال لحرب خبيثة خفية تسعى إلى تدمير مقرات الأمة، حرب أحقاد وتآمر لن تنتهي، وعلى هذه الأمة أن تتحسس جراحها، وأن تداوي أوجاعها، فكل الأمة في دائرة الاستهداف، وعنق كل الأمة على المقصلة الصهيونية.
