قال خلف بيومي، مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان: إن سلطات الانقلاب تمتهن الكذب والخداع، ولن تتوقف عن مطاردة المعارضين والتنكيل بهم، ولن تتوقف الانتهاكات لأن القمع والاستبداد هو الضامن لبقاء النظام.
وأضاف بيومي، في مداخلة هاتفية لقناة “وطن”، أن هذا الأمر ظهر جليًّا خلال تظاهرات 20 و27 سبتمبر الماضي، حيث استهدف الانقلاب الجميع، واعتقل ما يقرب من 3 آلاف مواطن.
وأوضح أن الانتهاكات في السجون تطال جميع المعتقلين، من إهمال طبي وحرمان من الزيارة والتعذيب والتغريب، مضيفا أن بعض المعتقلين تم تغريبهم 10 مرات في أقل من عام بهدف التنكيل بالمعتقلين وذويهم.
وأشار بيومي إلى أن زيارة وفد من النيابة للسجون أمر محمود، لكن هذه الزيارة كانت شكلية، وكان لا بد أن تشمل مجموعة من السجون وليس الاقتصار على سجن واحد فقط، مضيفا أن إدارة السجن عندما تعلم بالزيارة فمن الطبيعي أن تقوم بتجهيز المطعم والمكتبة والأسرة، لكن ما يشكو منه المعتقلون هو التكدس والزحام والإهمال الطبي ومنع الزيارة والتحرش بالأهالي، وعدم وجود مراوح صيفًا و”بطاطين” شتاء.
كانت “التنسيقية المصرية للحقوق والحريات” قد كشفت عن أنَّ مصلحة السجون بوزارة داخلية الانقلاب نقلت، مساء الاثنين ٢١ أكتوبر ٢٠١٩، عددًا من نزلاء سجن استقبال طره إلى سجن طره شديد الحراسة 992، المعروف بـ«العقرب»، داخل عنبر H1 في زنازين تم طلاؤها حديثًا، وتم تزويدها بأسرّة ومراتب، وإدخال وجبات طعام ممتازة؛ لتضليل وفد لجنة المجلس القومي لحقوق الإنسان، حسبما أكدت مصادر خاصة
ولجأت مصلحة السجون إلى نزلاء من سجن الاستقبال بالتنسيق مع الضابط عمرو هشام، رئيس المباحث، وضابطي الأمن الوطني عمرو المفتي المعروف بـ«أحمد مراد»، وعمرو محمد علي المعروف بـ«أحمد أمين»؛ خوفًا من ظهور النزلاء الحقيقيين في سجن العقرب الذين يجابهون الموت البطيء منذ سنوات، في ظل ظروف منع الطعام والزيارة والدواء والتريض.
وأوضحت المصادر أن زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان تمت ظهر يوم الثلاثاء 22 أكتوبر، وزعم النزلاء الذين نقلوا من سجن الاستقبال أنهم يلاقون معاملة ممتازة من إدارة السجن، وأنهم يتريضون ويتناولون طعامًا جيدًا وتهوية ممتازة، وأنهم يؤدون امتحاناتهم، وأن الكتب تدخل بصورة طبيعية، ولا يلاقون أي عنت من إدارة السجن.
وأكدت المصادر أنه تمت إعادة النزلاء إلى سجنهم الأصلي (الاستقبال) فور انتهاء زيارة الوفد، تحت إشراف ضابطي الأمن الوطني خالد يوسف، وأحمد سيف، وضابط مباحث المصلحة أشرف شكري.
