صفقة “الصحراء” الخاسرة للعاهل المغربي.. قنصلية واعتراف أمريكي مقابل التطبيع

- ‎فيعربي ودولي

وسط غضب شعبي مغربي وفلسطيني وعربي وقع المغرب وإسرائيل وأمريكا، مساء أمس في العاصمة المغربية الرباط، اتفاقا ثلاثيا بين المغرب والكيان الصهيوني بمثابة خارطة طريق بعد عودة العلاقات بين الرباط وتل أبيب واعتراف واشنطن بمغربية الصحراء.

وقع الاتفاق رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، وجاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس ترامب، ومائير بن شباط، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي وصفته مصادر فلسطينية بأنه "مجرم حرب".

وزعم وزير الخارجية المغربي أن الاتفاق الموقع أمام الملك محمد السادس، يعلن عن عهد جديد في العلاقات بين الدول الثلاث، مدعيا أن المغرب وإسرائيل وأمريكا ترحب بـ"الفرص التي أثمرتها الجهود الكبيرة التي أدلت إلى اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء".

وجاء الاتفاق لتنضم المغرب إلى الإمارات والبحرين والسودان إلى قافلة التطبيع الذي حرص عليه ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض، وهو التطبيع الذي رفضه الفلسطينيون بشكل قاطع، مؤكدين أنه خيانة للقضية الفلسطينية ودماء الشهداء. 

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التطبيع العربي مع إسرائيل "خطيئة سياسية كبرى على حساب الحقوق الفلسطينية". لافتا، في رسالة بعث بها إلى قادة وزعماء أكثر من 30 دولة عربية وإسلامية، أن التطبيع "سلوك مضر بمصالح الأمة وأمنها القومي على المدى المنظور والاستراتيجي ويمثل خطراً بالغا على القضية الفلسطينية".

وأضاف أن التطبيع العربي يغري إسرائيل "لتكريس نهجها العدواني ضد الأرض والشعب الفلسطيني" واستغلاله في مزيد من سياسة الاستيطان والتهويد في الأراضي الفلسطينية. وأكد هنية أن إسرائيل "ستظل العدو المشترك الأول للأمتين العربية والإسلامية، وتطبيع العلاقات معها يمثل اختراقا كبيرا في صلب الأمن القومي وخرقا للإجماع العربي والإسلامي". 

الدكتور إبراهيم حمامي المحلل السياسي، يرى أن الربط بين القضايا المركزية للأمة لتبرير التطبيع مع الاحتلال الصهيوني أمر مستهجن، مضيفا أن الاحتلال تعود أن يفضح كل من يتعاون معه من تحت الطاولة عندما يصبح الأمر علنيا.
وأضاف حمامي في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين، أنه "عندما يخرج بيريز ويقول إن العلاقات المغربية الصهيونية ممتدة منذ أكثر من 40 سنة، ثم يخرج صحفي يساري ويقول إن العلاقات تمتد لأكثر من 60 سنة فهذا الأمر ليس بجديد فقد كانت هناك مكتب اتصال وارتباط قبل عام 2003".
وأوضح أنه على الرغم من أن العلاقات ممتدة منذ فترة طويلة إلا أنه عندما يتم ربط العلاقات بقضيتي فلسطين والصحراء المغربية، فهذه محاولة يائسة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن ومن خلال التطبيع الجماعي والاقتصادي تحديدا وأيضا محاولة لإنقاذ الاحتلال ودمجه في المنطقة تحت مسميات كثيرة بزعم وجود مصالح مع الكيان الصهيوني.
وأشار الحمامي إلى أن العلاقات بين المغرب والاحتلال قديمة وما يجري الآن محاولة للتطبيع الشعبي والاقتصادي، كما حدث في الإمارات التي تحولت إلى بؤرة إسرائيلية بالكامل، وأبرمت الإمارات والاحتلال اتفاقات في كل المجالات وتم تسليم الإمارات للصهاينة على طبق من ذهب .
وكشف الحمامي عن محاولات مغربية لتمرير قوانين وتغيير المناهج ليتم تدريس الهولوكوست، والسماح للأجانب بالتصويت في الانتخابات المغربية، وسيوفق الاحتلال على ذلك وبذلك يصبح من حق أكثر من مليون يهودي من أصل مغربي التصويت في الانتخابات وهؤلاء سيقلبون الطاولة.   
بدوره استنكر عزيز هناوي، الكاتب بالمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، توقيع المملكة المغربية اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني واصفا الاتفاق بالنكسة والعار، مضيفا أن زيارة الوفد الصهيوني نقطة سوداء في تاريخ المغرب خاصة وأنها جاءت بقضية مركزية موازية للقضية الفلسطينية وهي قضية الصحراء المغربية.
وأضاف هناوي في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن الصفقة المغربية خطيئة كبرى بكل المقاييس من حيث المبدأ والمرجعية ووضع الدولة في رئاسة القدس و مرجع التاريخ والحضارة والإرث، متسائلا: كيف يمكن اليوم أن نقول الشعبين المغربي والإسرائيلي والحال أن الاحتلال كيان صهيوني غاصب عنصري إرهابي مدمر اجتث 260 ألف يهودي مغربي وزج بهم في كيان صهيوني.   

https://www.youtube.com/watch?v=uakUnf4DAWg