يبدو أن الطاغية عبدالفتاح السيسي يحمل في نفسه قبحا وإجراما متأصلين في أعمال تكوينه النفسي؛ ولعل ما يبرهن على ذلك ثلاثة أمور: الأول، هو غدره وخيانته للرئيس الشهيد محمد مرسي وتدبير الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب بنزاهة في تاريخ مصر كله، والثاني، هو مقدار الدماء التي سفكها طمعا في السلطة والحكم، بعد انقلابه العسكري المشئوم. والثالث، هو إصراره على تدمير كل ما هو جميل في مصر، حيث تسلط على حدائقها وأشجارها وأحيائها الجميلة وفرض عليها لمسته المشوهة وذوقه الفاسد، حيث يصر على قتل الأشجار قتلا كما أوغل في دماء الآلاف من المصريين بعد انقلابه ثم روج الأكاذيب للتغطية على جريمته الكبرى.
وبحسب مراقبين فإنه بعد إزالة نحو 5 من أبرز ميادين روكسي ومصر الجديدة من أكبر الميادين المزروعة وإزالة كل الجزر الوسطي بجميع شوارعها المميزة بالأشجار والأرض الخضراءالجميلة، بدأت محافظة الدقهلية الشروع بهدم حدائق "عروس النيل" و"صباح الخير" و"هابي لاند" والمقامة على نحو 150 ألف متر مربع لإحلال فنادق مملوكة لمستثمرين يتخوف البعض أن يكونوا إماراتيين!
وناشد مواطنون من الدقهلية ومن المنصورة تحديدا رفع دعوى قضائية لإنقاذ حدائق المنصورة التي يحميها القانون، من قرار السيسي بمحافظة الدقهلية تحت مسمى مشروع "تحيا مصر المنصورة"، الذي بدأ محافظ الدقهلية أيمن مختار التقي والدكتورة مايسة عبد العزيز استشارى مشروعات وزارة النقل بالدقهلية والوفد المرافق بزيارة الحدائق لاستعراض ومناقشة الإجراءات الفنية والهندسية والإدارية والقانونية للسير فى اعمال التنفيذ لحزمة مشروعات السيسي.
أنقذوا حدائق المنصورة
ودشن مواطنون هاشتاجات #أنقذوا_حدائق_المنصورة و#مشروع_تحيا_مصر _المنصورة و#أنقذوا_حديقة_عروس_النيل واتهموا فيها نظام الانقلاب وحكومته برعاية القبح وبيع أجمل ما في الوطن مقابل تحويل العمار الأخضر إلى كتل أسمنتية، يقول "Khaled Alfaham": "يبدو نفس العقلية بهدم المناطق الخضراء والمنتزهات التي هي حق عام للجماهير ووضعها بالاستثمار العقاري السياحي كما تفعل وزارة السياحة السورية بمنتزهات دمشق التاريخية، .. تخريب هوية المدن التاريخية أصبح سلوك مقبول من أجل الثراء والفساد العريض".
أما "Nada El-Fadaly" فقالت: "ربنا ينتقم منهم، ده بدل ما يعملوا حديقة محترمة للعائلات ويستغلون المساحة الخضراء وتبقى متنفس للأطفال ..ده غير إن مفيش ركنات.. ارحمونا بقى".
وأضافت "هاله عثمان": "ممكن نستثمر برضة فى حديقة الهابى لاند.. استثمار فى الجمال والخضرة والحفاظ على البيئة زى الأزهر بارك… مش لازم استثمار عقارى فقط.. ولا نترك الحديقة على هذة الدرجة من الإهمال.. فيسهل التهامها.. للأبراج والفنادق..".
وأشار "ربيع ابوليلة" إلى أن "المبنى الذى بجوار مديرية الأمن منذ سنين عديدة وهم يرمموه ليه كل المصاريف دى؟ ياريت يوفروا المبالغ الكبيرة والتى تصرف عليه عبث.. عبث.. عبث، ياريت يهدموه وكفاية استنزاف لأموال الدولة وممكن يعملوه فندق".
ولفت "Abumohamed Margoshi" إلى أن "هناك حملة شرسة لذبح كل ما هو أخضر.. يا جماعة أنتم ناس سلبية وتستاهلوا اللي بيحصلكم بسبب ذنب سكوتكم على مذابح الأشجار".
وعلقت "نور الفؤاد"، "استراحه السيد المحافظ علي النيل مساحة شاسعة، فدادين كاملة علي النيل وحديقة شاسعة علي النيل خاص بمحافظي الدقهلية، لا توجد في أي محافظة أخرى، ليه ما يعملوش في جزء منها فندق سياحي ومشاريع سياحية ويتركوا حديقة عروس النيل للغلابة؟!".
وأيدتهم أمينة"Amina Ayoub Ahmed" فقالت: "دا مخطط شغال في كل محافظات مصر.. وشفناه بعنينا حوالينا وجنبنا.. قطعوا كل الأشجار، والله وأشجار عمرها عشرات السنين بحجة توسعة الشوارع.. مين قال إننا عشان نوسع الشوارع نقطع كل الأشجار فيها بالشكل دا؟ ومين قال إننا عشان نوسع لشوية صفيح ماشي علي الأرض نخرب البيئة ونلوثها أكتر ماهي متنيلة ملوثة؟ مستحرمين يسيبوا للناس حتي الكام شجرة اللي عاملين أي منظر ومديين متنفس وسط الكم الهائل من التلوث والعوادم! ومسمعوش عن حاجة اسمها إعادة تشجير حتي.. تدمير للبيئة وتخريب لكل أثر جميل ..وطمس لكل معالم التاريخ وآثاره بدلا من تطويره وترميمه وتجميله.. لصالح مين الكلام دا؟!".
جزيرة الورد
الحديقة الأبرز تسمى ب"جزيرة الورد" وهو الاسم القديم للمنصورة الذي تسمت به في عام 1250، بعد معركة بين الصليبين بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا والجيش المصرى بقيادة فخر الدين يوسف، وأنزل المصريون بالصليبين هزيمة كبرى فى المنصورة.
ويتضمن مشروع السيسي المسمى "تحيا مصر" إزالة حدائق المنصورة الثلاثة التي تعد رئة المدينة المختنقة وبدلا من تطويرها سيتم بناء أبراج سكنية وفنادق ٤ نجوم ويشمل أيضا مشروع سكني تجاري إداري مكان قصر الثقافة ومول تجاري وأبراج سكنية!
مثار الاعتراض الشعبي ليس على التطوير أو أي مشروع يستفيد منه الجماهير ولكن ألا يكون ذلك على حساب حدائق لا تقل أهميتها عن حديقة الأورامان بالجيزة، متر الأرض الواحد بتلك الحدائق لا يُقدر يثمن ويجب أن تظل حديقة.
وأشارت منصة "أنقذوا المنصورة" إلى أن الأشجار الموجودة في الحديقة يبلغ عمرها أكثر من ٢٠٠ سنه منذ عهد الخديوي إسماعيل بحديقة عروس النيل بالمنصورة والمزمع إزالتها والبناء عليها. وذلك على غرار قطع أشجار منطقة المنتزه التاريخية في محافظة الإسكندرية، والتعدي على حرم النيل بإزالة الأشجار المعمرة بكورنيش العجوزة في الجيزة، وتجريف الحدائق والمساحات الخضراء في حي مصر الجديدة بالقاهرة، بدأت محافظة الدقهلية تنفيذ خطتها التخريبية تحت إشراف ورعاية خاصة من قائد الانقلاب الأحمق.
ويريد السيسي إقامة مشروعات على مساحة إجمالية تبلغ 136 ألف متر مربع، تضم عددا من المشروعات، تشمل مشروع "المنصورة جيت"، الذي يتكون من برج تجاري سكني ترفيهي، وآخر إداري، ومشروع "المنصورة جراند"، وهو عبارة عن برجين تجاري وسكني، ومشروع "المنصورة بلازا"، ويتكون من مركز طبي إداري استثماري، وأبراج سكنية، وفندقين اثنين (4 نجوم)، ومشروع "المنصورة داون تاون"، وهو عبارة عن مركز تجاري، وأبراج سكنية.
وبحسب المخططات اللي تم إعلانها مؤخرا فإن مساحة الحديقة تقدر ب ٩٠٠٠ م٢، سوف يتم البناء على ثلثي مساحتها والباقي سيكون لاند سكيب وخدمات للفندق! .. الفندق بارتفاع ١٢ دور ٣٦ متر .. وبجواره سوف يتم هدم قصر ثقافة المنصورة "مسرح أم كلثوم" ويتم مكانه بناء ثلاثة ابراج سكنية إدارية تجارية بنفس الارتفاع، بالاتفاق مع وزارة الثقافة! مع الوعد ببناء قصر ثقافة آخر في أرض محلج القطن. و"مؤسسة تطوير الدقهلية"، تضم العديد من الشخصيات العامة من المحافظة، رفضت مشروع السيسي المزمع إقامته على الأرض المخصصة للحدائق الثلاثة، ورفضها كذلك شروع المحافظة في إنشاء 50 محلاً تجارياً بطول سور حديقة "شجرة الدر" بمدينة المنصورة، مؤكدة في بيان لها، أن هذه المساحات الخضراء تمثل "المتنفس الوحيد على نهر النيل للمواطنين البسطاء من أبناء المحافظة".