زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدة دول خليجية بدأها بالدوحة ثم أبوظبي واختتمها بالرياض، ولكن ختام الجولة كان لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي قالت تقارير إن "ماكرون أراد لدى زيارته للرياض أن يقدم لهم هدية فقرر أن يقدم جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني-بحكومة لم تجتمع إلى الآن- اعتذارا عن مهمته بعد سيناريو محبوك، لدخول قرداحي مقدم البرنامج الشهير "من سيربح المليون" في الملف اليمني ودفاعه عن الحوثيين الأمر الذي فتح عليه أقلاما وأبواقا.
يبدو أنه صُنع خصيصا لهذه الزيارة وهذا الاعتذار، الذي لم يقدمه الرئيس الفرنسي لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عن إزدرائه للإسلام وللنبي، والسماح بالنيل منهما والاعتداء على مقامهما.
ويرى مراقبون أن ماكرون بعد إهانته لنبي الإسلام وتضييقه على المسلمين في فرنسا، وبعد رد المسلمين في العالم بالمقاطعة، ما كان منه إلا زيادة أذى المسلمين في ديارهم، فولي العهد السعودي قرر أن يستخدم الكرم الحاتمي في إكرام ضيفه، ويقدم له التحية التي يرغبها، فقرر تغليظ العقوبة على دعاة وأكاديميين هم محكومون بالأساس بسنوات سجن، ولكنها لم ترقَ إلى إشباع رغباته.
التشديد على الدعاة السعوديين
رغم الحكم عليهم قبل شهور، قالت منصة "معتقلي الرأي" على تويتر إن "السلطات السعودية غلظت عقوبة السجن بحق الدعاة والعلماء المحسوبين على تيار الصحوة، ومنهم الشيخ على عمر بادحدح والدكتور محمد موسى الشريف والدكتور عادل باناعمة".
وقالت الصفحة عبر @m3takl "تأكد لنا تغليظ عقوبة السجن من قبل محكمة الاستئناف بحق كل من:
– د. #علي_بادحدح، من 6 إلى 9 سنوات
– د. #عادل_باناعمة، من 4 إلى 6 سنوات
– د. #محمد_موسى_الشريف، من 5 إلى 13 سنة.
ومن جانب آخر أصدرت المحكمة العليا بالرياض بزيادة مدة الحبس لأربع سنوات، للدكتور عمر المقبل بعد أن حكمت المحكمة الجزائية المختصة بحقه 6 أشهر فقط، وجاءت هذه الأحكام لانتقاده هيئة الترفيه.
واستنكرت "معتقلي الرأي" التي باتت أشبه بالمنظمة الحقوقية ما قامت به محكمة الاستئناف، من تغليظ عقوبة السجن بحق مجموعة من الدعاة والأكاديميين، ونطالب السلطات بالإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
وفي 15 أبريل 2021، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة الإرهاب) حكما بالسجن 5 سنوات ضد الشيخ محمد موسى الشريف، عضو اللجنة العلمية في الهيئة العالمية للقرآن الكريم.
وفي 15 أكتوبر 2020، أصدرت المحكمة ذاتها حكما بسجن الداعية الشيخ د.علي بن عمر بادحدح الداعية والخطيب والأستاذ الجامعي بـ6 سنوات، وعلى د. حبيب بن معلا الأستاذ الجامعي والشاعر بـ3 سنوات ونصف.
والشيخ د.محمد موسى الشريف هو الباحث في التاريخ الإسلامي وإمام مسجد الإمام الذهبي بحي النعيم، وخطيب مسجد التعاون بحي الصفا في مدينة جدة.
أما "بادحدح" فهو رائد العمل الخيري وله جهود بميدان العمل الإغاثي والدعوي والإنساني، كونه رجل أعمال سعودي وترأس جمعية رعاية السجناء المعسرين، وقد حاز على جائزة العمل الخيري والإنساني بمنطقة مكة المكرمة في عهد الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود.
وعلقت معتقلي الرأي على القرارات الجديدة قائلة "تغليظ عقوبة السجن من قبل محكمة الاستئناف بحق الدعاة والأكاديميين والنشطاء، يؤكد أن لا نية للسلطات في التراجع عن سياسة الانتهاكات، التي تنتهجها بحق حرية الرأي والتعبير في المملكة".
جولة انتخابية
ويربط بعض المراقبين بين جولة ماكرون الأخيرة والانتخابات المقبلة في فرنسا ، وأن زيارته تدخل في باب الدعاية الانتخابية، لكن آخرين يرونها تدخل من باب الإنفاق الانتخابي لما لأبوظبي من سابق في هذا الجانب على أحزاب اليمين الفرنسية لمزيد من الحرب على الإسلاميين، لتتحول الحرب من الإسلاميين إلى اعتداء على الإسلام وثوابته.
فريق من المتابعين يرون أن ماكرون، في فرنسا، فشل على جميع الأصعدة والمظاهرات لا تتوقف منذ توليه الحكم ولا أحد يقيم له وزنا؛ صفعه شاب ورشقه آخر بالبيض وأهانته طفلة، لكنه في بلاد المسلمين ملك، له باع وصيت وصوت، يصول ويجول ويحل الخلافات ويعزل ويأمر وهو يعادي مسلمي فرنسا ويشيطنهم ويسيء لنبيهمﷺ ولمساجدهم.
ويزيد المتابعون أنه يمكن أن يزيد ماكرون أعباء جديدة بتدخله ضد الإسلاميين في بلدانهم، ووقف أنشطة العمل الوقفي والخيري والإنساني.
