مشروع تطوير منطقة الأهرامات .. تحديات تنظيمية و استعلاء لساويرس والخيالة يدفعون الثمن ؟

- ‎فيتقارير

في خضم جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي،وفى ظل انحياز نظام المنقلب السفيه السيسى لرجال الأعمال ضد الفقراء ومحدودى الدخل ، تصاعدت التساؤلات حول جاهزية مشروع النقل الجديد في منطقة الأهرامات الذي تُديره شركة أوراسكوم بيراميدز للخدمات الترفيهية، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وذلك بعد انتشار فيديوهات تُظهر تكدس الزوار داخل الحافلات الكهربائية في مواجهة تصرفات بعض أصحاب الدواب الذين لم يلتزموا بالمسارات المخصصة لهم.

بهذا يبدو أن المشروع، رغم طموحاته الكبيرة، ما زال يواجه تحديات تنظيمية واستيعابية بحاجة إلى مراجعة شاملة بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية لضمان تقديم تجربة سياحية آمنة ومتميزة تعكس روح الحضارة المصرية العريقة.

 

ويهدف المشروع إلى رفع جودة تجربة الزائر داخل المنطقة الأثرية، من خلال توفير وسائل نقل مستدامة وصديقة للبيئة، وضمان سلامة حركة الزوار، بحسب تصريحات وزارة الآثار. لكن خلال التشغيل التجريبي الذي بدأ قبل يومين، تم رصد لقطات يُظهر فيها الخيالة والجمّالة وهي تخترق مسارات الحافلات الكهربائية المُعدة خصيصًا لنقل السياح، مما تسبب في ازدحام شديد وأثار تساؤلات حول تصميم المنظومة الجديدة.

 

تصريحات مسؤولي المشروع ووزارة الآثار

أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، أن المشروع يُمثل «نقلة حضارية طالما حلمنا بها»، مُشيرًا إلى أن الفوضى الناجمة عن التصرفات غير المنظمة لبعض أصحاب الدواب تُشكّل تهديدًا حقيقيًا لصورة السياحة المصرية على المستوى العالمي. وأوضح وزيري أن الدولة لم تُقصِ أصحاب الدواب، بل قامت بدمجهم ضمن المنظومة الجديدة عبر تدريبات مكثفة وتخصيص منطقة التريض لهم، بحيث يتم تنظيم عمليتهم بشكل يحفظ كرامتهم ويساهم في تقديم تجربة سياحية متكاملة.

 

من جهتها، أكد شركة أوراسكوم بيراميدز أن المشروع يركز على نقل أصحاب الدواب إلى منطقة التريض المُجهزة لتكون إحدى المحطات السبع ضمن مسار الزيارة المُحدد للزوار، وذلك للحفاظ على حركة النقل الرئيسية داخل الموقع الأثري. وأشارت الشركة إلى توفيرها أكثر من 45 حافلة كهربائية تعمل بنظام منتظم كل ثلاث دقائق، إلا أنه وبناءً على تعليمات أدلت بها المحافظة، تم تغيير مسار الحافلات التقليدي الذي كان معتمدًا منذ بداية المشروع، مع اقتراح حل مؤقت يتمثل في العودة لاستخدام المسارات القديمة مع تجنب طريق الأسفلت.

 

رفض أصحاب الدواب وتأثيراته على تجربة الزوار

على منصات التواصل الاجتماعي، لم يمر الأمر دون لقطات وانتقادات، إذ ذكر نجيب ساويرس في تغريدة على منصة "إكس" أن رفض بعض أصحاب الدواب اتباع التعليمات وتعطيل خط سير الحافلات يؤدي إلى تجربة سياحية «سيئة للغاية»، مُضيفًا أنه في حالة استمرار الرفض سيتم منعهم تمامًا حفاظًا على سلامة وتراث المنطقة التاريخية.

كما عبَّر نقيب المرشدين السياحيين السابق لأهل الجيزة وشمال الصعيد، أحمد نور الدين، عن استيائه من تجاهل مقترحات المرشدين التي ضمت اجتماعات عقدت قبل نحو خمس سنوات مع مسؤولي الشركة، حيث أشار إلى أن التصاميم والتنفيذ الحالي لم تأخذ بعين الاعتبار خبرات المختصين مما أفضى إلى تفكك المجموعات السياحية وتشتيتهم عن الرفيق المرشدي.

 

شارك المرشد السياحي محمد فتحي وجهة نظر زميله بأن أي تطوير يستند إلى رؤية شاملة يجب ألا يُعرض سلامة الزوار أو مصالح العاملين بالموقع للخطر، حيث إن استخدام وسائل النقل المحددة دون دراسة كافية لحجم الإقبال والأنماط السياحية يؤدي إلى أزمات ميدانية خاصة خلال مواسم الذروة.

 

آفاق مستقبلية وحلول مقترحة

وفقًا للمسؤولين، جاء اختيار المسار الجديد بناءً على دراسات فنية موسعة، حيث كان من الضروري معالجة نقطة الاختناق عند المدخل القديم، الذي كان يشهد مرور أكثر من 50 حافلة سياحية دفعة واحدة. ومن جهة أخرى، دعا الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة، إلى إعادة النظر في التصميم بحيث يُراعى المثلث الأساسي الذي يشمل المجتمع المحلي والجهات المعنية، مطالبًا بـ:

 

زيادة عدد الحافلات الكهربائية إلى 100 على الأقل.

 

توسيع الطريق بين هرم خوفو وهرم خفرع بمقدار مترين لتسهيل حركة النقل.

 

توفير حمامات مجهزة بمنطقة هرم خفرع التي تعد الأكثر ازدحامًا.

 

ومن جانبه، أكدت وزارة الآثار انتظام حركة الزيارة، حيث يُعتبر اليوم الثاني من التشغيل التجريبي خطوة هامة لتقييم جودة الخدمات، مع جدول زمني يمتد حتى مايو المقبل لجمع الملاحظات وإجراء التعديلات اللازمة قبل الانتقال إلى التشغيل الكامل خلال الموسم السياحي الصيفي.

 

تحديثات جديدة في ظل التحولات المتلاحقة

في خضم التصريحات والانتقادات، جاءت تعليمات المحافظة لإعادة تقييم مسارات الحافلات بعد ضغوط متزايدة من الجهات المحلية والمجتمع السياحي، مما دفع الشركة إلى اعتماد حل مؤقت يتمثل في استخدام المسارات القديمة لتقليل الازدحام حتى توفر الوكالات المختصة حلًا متكاملًا لمعالجة التصرفات العشوائية لأصحاب الدواب. كما أصدرت وزارة الآثار توجيهات بزيادة عدد حافلات نقل السياح داخل المنطقة الأثرية، تزامنًا مع السماح باستخدام حافلات ديزل كحل احتياطي حتى استكمال توصيل كافة الحافلات الكهربائية المُتفق عليها.

 

تمثل هذه الخطوات محاولة عاجلة للحفاظ على صورة السياحة المصرية، في مواجهة الانتقادات المحلية والدولية، ومحاولة إيجاد توازن بين التطوير العصري والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي الذي تجسده المنطقة الأثرية في الجيزة.