ماذا وراء مجزرة أسود ونمور حديقة الحيوان ؟ ..الإدارة الأجنبية قررت إعدامهم.. وحكومة الانقلاب آخر من يعلم!!

- ‎فيتقارير

بينما يترقّب المصريون الافتتاح الرسمي لحديقة الحيوان بالجيزة، عقب انتهاء عملية التطوير التي أُسندت إلى خبراء ومستشارين دوليين بأموال عيال زايد فى الإمارات ،  تداولت منشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي تشير إلى واقعة "إعدام جماعي وحرق للأسود والنمور والأشبال"، قدّرها البعض بـ 16 أسداً و6 نمور بينهم أشبال، ما أحدث مخاوف لدى النشطاء المدافعين عن حقوق الحيوان، وموجة واسعة من الجدل بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.

 

كانت حديقة الحيوان قد أعلنت في يوليو 2023 إغلاق أبوابها أمام الزوار 18 شهراً، تمهيداً لبدء عملية التطوير التي تستهدف وفق زعم حكومة الانقلاب رفع جميع خدماتها وتحقيق عائد يضمن استدامة تشغيلها في إطار الحفاظ على الطابع التاريخي والفني المميز لها، ولتكون على غرار الحدائق العالمية المفتوحة بلا حواجز، وتطبيق أعلى معايير الأمان العالمية، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان، وتحت إشراف الاتحاد الأفريقي لحدائق الحيوان.

 

يُشار إلى أن التحالف الوطني لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان أصدر بياناً رسميا في محاولة لاحتواء الانتقادات، زعم خلاله أن الحيوانات جرى تسلُّمها في حالات صحية متباينة وفق تقارير فنية من الجهات المختصة، وأن بعض الحالات كانت قابلة للعلاج. بينما أخرى مصابة بأمراض معدية لا يمكن شفاؤها .

واعترف التحالف ان الحالات التى لا يمكن شفاؤها استلزمت تطبيق آليات ومعايير "القتل الرحيم" المعترف بها عالمياً حفاظاً على بقية الحيوانات والعاملين والزوار.

 

 

إعدام جماعي

 

من جانبها أطلقت الناشطة في مجال حقوق الحيوان والحياة البرية دينا ذو الفقار، استغاثة للمسئولين عبر صفحتها بمنصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تطالب بالتدخل بعد وقوع حادث "إعدام جماعي للأسود والنمور وأشبال النمور بحديقة الحيوان" .

 

وقالت دينا ذو الفقار فى تصريحات صحفية ، إنها اكتشفت الواقعة عبر تلقيها اتصالاً هاتفياً من شخص يعمل بالحديقة، يؤكد ارتكاب محرقة وعمليات إعدام جماعي للسباع والنمور والأشبال، موضحة أنها في البداية تشككت من صحة روايته، قبل أن يُهاتفها أكثر من شخص آخر يؤكد لها حدوث الجريمة، وحينها قررت التواصل مع الجهات الرسمية، للتأكد من تفاصيل ما جرى.

 

وأضافت: أجريت اتصالات هاتفية برئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية لاطلاعه على تفاصيل الواقعة، وكونه الجهة المسئولة عن تشكيل اللجان في حالة اتخاذ أي قرارات تتعلق بهذا الشأن، لكنه زعم عدم علمه بالواقعة وأشار إلى أنه سيراجع الموقف بنفسه، ثم تواصلت مع مكتب وزارة الزراعة، الذي أبدى اندهاشه من هذا الأمر .

 

وتابعت دينا ذو الفقار : علمت لاحقاً أنه جرى تشكيل لجنة من 3 متخصصين الدكتور جمال عبد الواحد رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، ورئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر الدكتور أيمن محروس، إضافة إلى طبيب آخر للذهاب للحديقة للوقوف على صحة الواقعة وملابساتها، لكنهم مُنعوا من الدخول في البداية، قبل أن يُسمح لهم بعد تدخل وزارة زراعة الانقلاب، وتبين لهم صحة الواقعة بعد أن سألوا عن أماكن وجود الأسود والنمور .

 

وكشفت أن المسئولين عن عملية التطوير كان ردهم بعدم وجود الأسود والنمور، زاعمين أن الإدارة الأجنبية هي التي اتخذت قراراً بإعدام الأسود والنمور، فقاموا بالتواصل مع رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية الدكتور حامد الأقنص لسرد التفاصيل كاملة له، كما أن الكلافين كانوا يريدون حماية الأشبال، لكن أجبرتهم الإدارة المسئولة عن التطوير على إعدامهم أيضاً، وجرى عمل إثبات حالة بالواقعة .

 

وقالت دينا ذو الفقار: انتظرت بياناً رسمياً من أي جهة، وعلمت بإقالة رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان وتعيين رئيس جديد بدلاً منه، وانتشرت أقاويل تشير إلى أن سبب الإعدام للحيوانات إصابتها بمرض (البانليكوبينيا)، لكن كوني لست طبيبة متخصصة تواصلت مع أحد المتخصصين في هذا الشأن، وقال إن كل الحيوانات داخل الحديقة سواء أسود أو أشبال تحصل على تطعيمات ولا يدخل أي حيوان للحديقة إلا بعد حصوله على التطعيمات والتحصينات اللازمة، وإذا ما أُصيب الحيوان بالمرض يعالج بوسائل طبية مختلفة.

 

 

ادعاءات غير صحيحة

 

وأكد أستاذ المحميات الطبيعية الدكتور عمر تمام، أن ما تزعمه إدارة الشركة الجديدة بشأن إصابة الحيوانات بالأمراض، ادعاءات غير صحيحة، مشيرا إلى أن الحديقة تخضع لسيطرة الهيئة العامة للخدمات البيطرية المنوط بها التحكم في الأمراض التي تنتشر بين الإنسان والحيوان، لذلك هناك سيطرة ورقابة طبية مستمرة على أي حيوان .

 

وقال تمام فى تصريحات صحفية : إذا افترضنا أن هناك مرضاً أصاب أحد الحيوانات، فالمرض يُعالج وهناك تحصينات للأشبال عند عمر شهرين و4 أشهر و7 أشهر، والحيوانات الكبيرة مرة سنوياً، والأشبال التي ترضع صناعياً تحصّن بعد شهر، مؤكدا أنه لا صحة لانتشار أمراض بين الحيوانات .

 

واعتبر أن ما يحدث تدمير وليس تطويراً مشيراً إلى أن الحديقة دُمرت منذ تولي الإدارة الأجنبية تطويرها، وأصبحت أعداد الحيوانات في تناقص مستمر، بسبب إعدامها وعدم وجود أطباء متخصصين لمتابعتها.

 

وأضاف تمام  الذي كان يشغل منصب المشرف السابق على معمل التشريح وقطاع الأفيال بحديقة الحيوان خلال الفترة من 1989 حتى 1995: علمت بواقعة إعدام وحرق 4 نمور بيضاء مواليد 2017، ولديهم 5 أشبال جاءوا على دفعتين، وإعدام ما بين 6 إلى 8 أسود، بعد أن كان في الحديقة ما يقرب من 40 أسداً بخلاف الفهود وفرس النهر الذي جرى بيعه للهند قبل عام، رغم أنه كان من أنجح الحيوانات، ويعد ثروة مهمة لتنشيط السياحة المصرية.

 

 

نية مبيتة

 

 

وأشار إلى أن الحيوانات التي جرى التخلص منها، كانت تعد ثروة قومية حُرمت منها مصر، إذ تعتبر النمور البيضاء من السلالات النادرة، والباهظة الثمن، إذ يصل سعر النمر الأبيض عمر شهر ما بين 7 آلاف دولار إلى 100 ألف دولار بحسب تدرج الخطوط عليه، فيما يتخطى سعر النمر الكبير نحو مليون دولار، ويتطلب شحنه صناديق حديدية وخشبية مؤكداً أن النية كانت مبيتة للتخلص من تلك الحيوانات النادرة بدليل إبعاد الأطباء والكلافين المسئولين عن رعاية الحيوانات المتبقية وتوجيه الشكر لهم .

 

وكشف تمام أن الإدارة الأجنبية أرسلت كشفاً في يوليو الماضي، يتضمن قائمة بالحيوانات المطلوب نقلها من حديقة حيوان الجيزة إلى الحدائق الإقليمية مؤقتاً لحين الانتهاء من أعمال التطوير، ولم يكن مدرجاً ضمن الكشف الأسود والنمور والأشبال، واقتصر على الحيوانات الأخرى، مثل العصافير والطاووس والببغاوات ودبة واحدة، رغم أهمية الحفاظ على تلك الحيوانات بحكم اتفاقات الحفاظ على التراث، كون أن تلك الحديقة قديمة النشأة، ولا يجوز أن يحل محل الحيوانات والنباتات النادرة، ملاه وأماكن استثمارية.

 

وقال  : كان من الأجدى نقل الحيوانات إلى حديقتي الإسكندرية أو الفيوم المؤهلتين لاستقبالهما بدلاً من إعدامهم أو حرقهم .

 

 

إهدار للمال العام

 

وتساءلت حنان دعبس نائب رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات الرفق بالحيوان، إذا كان حقاً يُستعان بخبرات محلية ودولية متخصصة لضمان صحة الحيوانات وسلامتها وفقاً للبروتوكولات العالمية المعتمدة، فكيف أصيبت جميع الأسود والنمور والأشبال بمرض يتطلب القتل الرحيم؟ 

وقالت حنان دعبس فى تصريحات صحفية اذا كان التحالف يقول إن بعض الحالات كانت قابلة للعلاج، بينما أخرى مُصابة بأمراض مُعدية لا يمكن شفاؤها، ما استلزم تطبيق آليات ومعايير القتل الرحيم، فأين الأسود والنمور القابلة للعلاج ولماذا جرى قتلها جميعاً؟ وهل أخطرت إدارة الحياة البرية بوزارة زراعة الانقلاب قبل عملية الإعدام؟ ولماذا مُنع ممثلو الاتحاد النوعي للرفق بالحيوان من دخول الحديقة ومتابعة الأعمال التي لا نعلم عنها أي شيء؟ .

وكشفت أن الاتحاد تقدم في أعقاب حدوث تلك الواقعة بشكوى للنيابة الإدارية وبلاغ للنائب العام ضد رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومدير الطب البيطري بالجيزة ورئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان التابعة للهيئة وشركة "هيل إنترناشيونال" عضو التحالف المطور للحديقة كونهم مسئولين عن تلك المجزرة، للمطالبة بالتحقيق في الواقعة ومراجعة سجلات الحيوانات منذ تسليمها للتحالف في 2023 ومطابقتها مع أعداد الحيوانات الموجودة حالياً.

واعتبرت حنان دعبس أن تلك الجريمة تشكل إهداراً للمال العام، كون تلك الحيوانات جرى شراؤها بملايين الدولارات، وستضطر الشركة لاستيراد سلالات جديدة بدلاً من التي جرى القضاء عليها، وهو ما يُمثل إهداراً إضافياً للمال العام.