خلال أقل من ثلاث سنوات، رصدت تقارير مستقلة ست حوادث تفجير داخل منشآت عسكرية أو في مناطق مرتبطة بتخزين الذخائر في مصر، وهو رقم لافت يثير تساؤلات حول إجراءات السلامة والتخزين داخل هذه المواقع الحساسة.
وجاء أحدث هذه الحوادث في منطقة قريبة من مدينة المستقبل على طريق مصر–الإسماعيلية، حيث سُمع دوي انفجار قوي امتد إلى المدن المجاورة، بالتزامن مع انطلاق قمة شرم الشيخ للسلام، وسط غياب أي تعليق رسمي في الساعات الأولى للواقعة.
وقالت تقارير إن الانفجار الذي وقع يوم 13 أكتوبر 2025 نُسب لاحقًا إلى "أعمال تفجير في محاجر صناعية"، وفقًا لمصادر أمنية وتصريحات رسمية لاحقة، إلا أن تضارب الروايات الرسمية وغير الرسمية أثار الشكوك مجددًا حول شفافية التعامل مع مثل هذه الحوادث.
وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، فإن الانفجار وقع داخل ورشة ذخيرة بمنطقة الهايكستب قرب العبور أثناء تفكيك عبوات ناسفة قديمة، ما أدى إلى سلسلة تفجيرات متتالية شعر بها سكان العبور والشروق والتجمع والسلام. وأوضح البيان أن الحادث تحت السيطرة، وأن لجنة فنية باشرت التحقيق، دون الإفصاح عن عدد الضحايا أو الإصابات، وهو ما أثار تساؤلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، تناقلت بعض الصحف المحلية روايات متباينة؛ منها أن الانفجار ناتج عن "تفجيرات دورية في محجر صناعي"، فيما نسب البعض الواقعة إلى "اختبارات سحب دخان تجريبية" ضمن مشروع مونوريل شرق النيل، وهو تضارب يعكس غياب الشفافية في إدارة الأزمات.
وأفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا سحب غبار كثيف في السماء، فيما رجّح آخرون أن يكون الحادث وقع داخل منشأة صناعية أو جامعية مجاورة، بينما خيّم القلق على السكان بسبب غياب التوضيحات الرسمية في الساعات الأولى.
الحوادث الستة خلال أقل من ثلاث سنوات:
الموقع | التاريخ | السبب المعلن | الضحايا |
---|---|---|---|
ورشة ذخيرة العبور | أكتوبر 2025 | تفكيك عبوات ناسفة قديمة | غير معلن |
مخزن خردة بالدقهلية | مايو 2025 | انفجار جسم حربي وسط القمامة | 3 قتلى و5 مصابين |
مصنع أبو زعبل | يوليو 2023 | اختبار مواد متفجرة | 5 إصابات |
قاعدة تدريب بني سويف | فبراير 2024 | خلل أثناء تدريب على تفكيك عبوات | إصابة واحدة |
ورشة ذخيرة السويس | نوفمبر 2022 | سوء تخزين لعبوات قديمة | وفاة فني و2 مصابين |
انفجار الخانكة | يناير 2025 | كسر خط بوتاجاز قرب القمامة | قتيل و10 مصابين |
يرى مراقبون أن تكرار هذه الانفجارات في مواقع عسكرية وصناعية حساسة يشير إلى خلل في بروتوكولات السلامة وضعف الرقابة على المخلفات الحربية، إضافة إلى غياب الشفافية الرسمية في الإعلان عن تفاصيل بعض الحوادث، خصوصًا ما يتعلق بعدد الضحايا.
كما أن تداخل المواقع المدنية والعسكرية – مثل حالتي الخانكة والدقهلية – يكشف خطورة وجود مخلفات حربية أو ذخائر قديمة قرب مناطق سكنية أو صناعية غير مؤمنة، ما يعكس قصورًا مؤسسيًا في إدارة السلامة العامة، وليس فقط حوادث عرضية معزولة.
ويعد انفجار مصنع 18 الحربي بأبو زعبل (يوليو 2023) من أبرز تلك الوقائع، حيث وقع أثناء اختبار مواد متفجرة، وتلاه حادث قاعدة تدريب بني سويف (فبراير 2024) أثناء تدريب على تفكيك عبوات.
وفي نوفمبر 2022 شهدت السويس حادثًا مماثلًا داخل ورشة ذخيرة بسبب سوء تخزين لعبوات قديمة، بينما أدى انفجار الخانكة (يناير 2025) إلى مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين بعد اصطدام لودر بخط بوتاجاز تابع لشركة أنابيب البترول، ما أدى إلى تدمير واسع بالموقع.
وفي مايو 2025، أدى انفجار جسم من مخلفات الحروب داخل مخزن خردة بقرية أبو زاهر بالدقهلية إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، ما أثار جدلًا حول انتشار المواد المتفجرة في مناطق مدنية دون رقابة كافية.
خلاصة المراقبين
تكرار الحوادث وغياب المعلومات الدقيقة يشيران إلى فشل هيكلي في منظومة الأمان العسكري، وإلى نقص في الشفافية التي تُعد أحد أهم مقاييس الثقة بين المؤسسة العسكرية والمجتمع.
ويرى محللون أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب مراجعة جذرية لبروتوكولات السلامة والتخزين والتعامل مع المخلفات الحربية، إلى جانب إفصاح رسمي فوري وواضح عند وقوع مثل هذه الحوادث، تجنبًا لتصاعد الشكوك والقلق الشعبي.