خروقات وقف اطلاق النار لن تحقق شيئا .. جيش الاحتلال فشل فى مواجهة المقاومة باعتراف خبراء صهاينة

- ‎فيعربي ودولي

 

 

رغم خروقات وقف اطلاق النار وعودة الصهاينة إلى الحرب ..اعترف خبراء ومحللون صهاينة بفشل جيش الاحتلال فى القضاء على المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة رغم استمرار حرب الإبادة أكثر من عامين ورغم الحصار الخانق الذى تفرضه دولة الاحتلال على الفلسطينيين مؤكدين أن المقاومة أثبتت جاهزيتها واستعدادها لحرب استنزاف طويلة قد تمتد إلى سنوات .  

وقال الخبراء ان اعلان حركة حماس عن خوض حرب طويلة لم يكن مجرد تهديدات فقط، فقد  استعدت لمثل هذه الحرب منذ أشهر طويلة، وباتت تخوض حرب شوارع تستنزف فيها الاحتلال، عبر شنّ هجمات مباغتة وسريعة في كل منطقة يتاح لها ذلك، لمنعه من التقدم، بدلاً من التصدّي المباشر له. 

وأشاروا إلى أن كتائب القسام اتبعت نظام الألوية والأقاليم في مواجهتها للعدوان، ولكل إقليم لواء، ولكل لواء وحداته الخاصة وكتائبه وسراياه وفصائله.  

يذكر انه وفق ما رصده الإعلام الصهيوني، فإن القسام امتلكت خمسة ألوية قتالية موزعة على محافظات القطاع، تضم 24 كتيبة، مع وجود كتيبة نخبة في كل لواء، ونحو 140 سرية، لديها استحكامات عسكرية في كل منطقة، وتميّزت بثقلها العسكري من حيث العتاد وعدد الأفراد والخبرات القتالية. 

وإلى جانب هذه التقسيمات العسكرية للألوية والكتائب، هناك العديد من الوحدات القتالية أهمها: كوماندوز النخبة، المضادة للدروع، الهندسة، التصنيع، الكمائن، الدفاع الجوي، المدفعية، القناصة، الاستشهاديين، الإسناد، الاتصالات، التعبئة والتوجيه.  

 

حرب العصابات

 

فى هذا السياق أكد نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 الصهيونية أنه خلال عامين من القتال، أثبت مسلحو المقاومة قدرتهم على خوض معارك صعبة، بما لديهم من قدرات عسكرية هجومية، واستبدال قيادات جديدة بمن تم اغتيالها، دون رؤية أي إشارة على انهيار قدراتها، رغم تضرّرها . 

وارجع  دفوري فى تصريحات صحفية ذلك إلى أن المقاومة جهزت نفسها لهذا الهجوم، بحيث أمكن للقيادة العليا الاختفاء في أي وقت، بل طوّرت آلية لنقل القيادة بشكل سهل سلِس . 

وشدد على أن كل ذلك كشف عن قدرة القسام على التصرف كجهاز عسكري تقليدي يمكن دمجه في نموذج حرب العصابات، بعد أن قامت خلال 17 عاماً من سيطرتها على غزة ببناء مجموعة من الأسلحة والقواعد تحت الأرض، كمركز قيادة وسيطرة لحروب المستقبل، وتطوير قدرات صاروخية أكثر دقة . 

 

جيش مدرب ومنظم

 

وقال يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية إن إفادات الجنود والضباط من ساحة المعركة أكّدت أن حماس جهّزت جيشاً مدرباً ومنظماً، مع تسلسل هرمي عسكري، وهو ما أكده قائد جيش الاحتلال الأسبق "أفيف كوخافي"، بوصفه لحماس بأنها "جيش وليس منظمة". 

ونقل زيتون فى تصريحات صحفية عن قائد الفرقة 98 "دان غولدفوسن"، قوله: إننا أمام تشكيل حربي كامل ومنظم، وراؤه تفكير عسكري كبير، يربط الخنادق بالأنفاق، ووسائل قتالية محصنة على الأرض، ونقاط مراقبة، وإطلاق نار، وقنص من أماكن مرتفعة . 

كما نقل عن ضباط آخرين أن التشكيلات القتالية التي بنتها حماس أدهشتهم، لأنها أسقطت أسلحة فتاكة من الطائرات بدون طيار التي تطلقها، وأظهرت الحرب أن هذه التقديرات كانت مُحِقّة، لأنه بدلاً من مواجهته لخلايا حرب العصابات المتناثرة، فقد واجه جيش الاحتلال فصائل وكتائب وفرقاً منظمة جيداً ومدربة، وذات تسلسل هرمي عسكري واضح. 

وأضافوا أنه في العديد من مراحل القتال، وبعد الاستهدافات القاسية ضد قيادات المقاومة، بدا أنّ الخلايا المسلحة في غزة لا تخضع لمركزية قيادية ثابتة، بل تنتشر أفقياً في القطاع، وتغير خططها حسب مستجدّات الواقع الميداني وتطورات الحرب . 

 

خسائرَ كُبرى

 

وقال أفرايم غانور خبير الشؤون العسكرية في صحيفة "معاريف" الصهيونية، إنه كلّما أعلن جيش الاحتلال سيطرته على منطقة ما، كبّدته المقاومة خسائرَ كُبرى .

وأشار غانور فى تصريحات صحفية أن هذا يدلّل على جاهزية المقاومة وقدرتها على المبادرة، وإحداث المفاجأة، لدرايتها بتفاصيل المكان، وإمساكها بالميدان، وتدريباتها على حرب الشوارع، ومراوحتها بين الظهور والكمون، وبين الحرب تحت الأرض وفوقها . 

 

طائرات مسيّرة

 

فى المقابل أكد مصدر فلسطيني من فصائل المقاومة، أن مرور عامين من الحرب أثبت أن المقاتلين كانوا مُجهّزين بالكامل من الرأس حتى أخمص القدمين، بترسانة من المتفجرات والأسلحة لا تقل شأناً عما تملكه جيوش نظامية . 

وأشار إلى أن مقاتلي المقاومة استخدموا مئات الطائرات المسيّرة لتدمير أنظمة سلاح متقدمة ودبابات مصنّفة من بين الأفضل في العالم، واستعدوا بصورة عالية لوجستياً، ما مكّنهم من الصمود لفترات طويلة تحت الحصار . 

وشدد على ان المقاومين امتلكوا تمويلاً كافياً لبناء صناعة عسكرية محلية، بجانب آلاف الصواريخ الدقيقة وأنظمة الاتصالات الحديثة، مشيرا إلى أن المرافق التي اكتشفها جيش الاحتلال في غزة أظهرت مستوى عالياً من التنظيم، تحتوي على غرف إدارية وعمليات متخصصة، ما يعني أن الكتائب تطورت لما يشبه "منظمة شبه عسكرية"، تدير عمليات قتالية معقدة، بما يعكس حجم التحدي الذي واجهه جيش الاحتلال خلال المعارك .