من جديد خذل الدكتور محمد سليم العوا أشد المدافعين عنه، ومن يعتبرون له سابق فضل (بحسب ما كتب عدة أقلام محسوبة على الإسلاميين) وجدد في ظهور جديد (بخلاف بودكاست رباب المهدي) وهذه المرة ضمن حوار مع قناة (الجزيرة مباشر) وأعلن تمسكه بتصريحاته حول عبد الفتاح السيسي، والتي أثارت جدلاً واسعاً بين أنصار الانقلاب الذين أنحاز لكلامهم "المفكر" الإسلامي العوا ورافضو الانقلاب الذين يشكلون الطرف الأضعف غير الممسك بالسلطة.
وأكد الدكتور محمد سليم العوا أن السيسي "تحمل ما لا يتحمله بشر" خلال عامين من الحرب على غزة، وذلك في مقابلة ضمن بودكاست بعنوان (الحل إيه؟) موضحا في جديده أن ما قاله هو قراءة شخصية للمرحلة، لكنه شدد على أنه يقف وراء تصريحاته رغم الجدل الكبير الذي أثارته.
العوا أشار أيضاً إلى أن إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيسي كانت "في محلها"، متجاهلا وصف ترامب للسيسي بلقب "الجنرال" وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة ل"المفكر".
وتصريحات العوا جاءت في وقت يواصل فيه السيسي التأكيد على مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، حيث شدد في أكثر من مناسبة على رفض تهجير الفلسطينيين وضرورة الحفاظ على وحدة الصف العربي وأن ذلك ضمن جهوده في إدارة الأزمات الإقليمية.
الصحفي أحمد عبد العزيز المستشار الإعلامي السابق لرئيس الجمهورية د. محمد مرسي قال: "بعيدا عن التبرير والتشهير بالرجل، الدكتور سليم العوّا أساء التقدير، وخانه التعبير (وهذا من حُسن الظن به)، والنوايا لا يعلمها إلا الله..".
وأضاف "عبد العزيز"، "فقوله: "السيسي تحمل ما لم يتحمله بشر خلال عاميّ الحرب على غزة"، أمر لا يهمنا ولا يعنينا.. فإن كان هذا صحيحا، فليس لمصر وشعبها، ولا لغزة وأهلها، ولا دعما لأولياء الله وخاصته في #غزة، وإنما لخوفه ورعبه من زوال سلطانه وحسب، أما مَن يَصدُق فيهم قول الدكتور العوا (مع تعديل الرقم 2 إلى 12) فهم آلاف المسجونين في سجون #السيسي لصدقهم وإخلاصهم وحبهم لبلدهم وليس لأي سبب آخر، حتى أن بعضهم أقدم على الانتحار من شدة القهر، ومنهم المئات الذين قضوا بسبب حرمان السيسي إياهم من التداوي، وكلهم لم يروا عائلاتهم منذ 10 سنوات، بينما السيسي ينام في حضن أم محمود كل ليلة".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10162465578701728&set=a.424887416727
العوا الساكت
أما الإعلامي والمذيع بقناة (وطن) وبقدر مكانة "المفكر" كان اللوم قاسيا من نور عبد الحافظ Nour Abdelhafez وكتب بين ما كتب عن متناقضات بين الاسم والفعل "العوا الساكت" ومضيفا بالمقابل " زغلول النجار البطل".
وأضاف عن "لقاء العوا" أنه جاء "بناء على تعليمات له و للمذيعة تمت صياغة كل كلمة فيه تعرض للمونتاج عشرين مرة ورنيش تلميع و قنبلة صنع خلافات، كان فرصة أخيرة له ليشهد بالحق كما فعل الدكتور زغلول النجار الذي شهد بالحق رغم انه استاذ جيولوجيا، بينما سكت استاذ القانون الدستوري، بل واعترف بشريعة الانقلاب، وسكت عن جريمة مخالفة الدستور في بيع الجزر والشواطئ ".
وتابع: "لقاء العوا.. فرعوني عسكري مصري انقلابي .. يعني تمثيلية هدفها إلهاء وقياس ردود أفعال و مآرب أخرى، لو عارف الكلام ده
و متأكد منه يبقى لن تنخدع، في البطل الساكت طوال عمره.. لو مش عارف هذه الحقائق، يبقى كمّل في الجدال و الخناقات و تحيا مصر ٣ مرات".
وأردف، في منشور آخر "العوا لم ينطق اعتراضا على بيع مصر و لم ينزل انتخابات الرئاسة التي أرادها سابقا و لم يتحدث عن سوريا أو ليبيا أو السودان ولم يرحب بمسيرة الصمود التي منعها سيده فلماذا أخرجوه من القفص الآن ؟ ملحوظة كبيرة .. الدكتور الجوادي .. اللواء عبد الحميد عمران .. الدكتور محمد عمارة .. الأستاذ فهمي هويدي .. الأستاذ وائل قنديل .. كل هؤلاء كان يمكنهم الصمت .. و كانوا سيحتفظون أيضا برصيدهم
مثلما حافظ العوا على رصيده، لكن المقارنة تكشف و توضح وتفضح .".
وأكمل عن سؤال أكبر "لماذا منعوا خواطر الشيخ الشعراوي، و منعوا مقالات الاستاذ فهمي هويدي .. و سمحوا للعوا … أن يظهر
رغم أنه لا داعية و لا كاتب.. وليس له جمهور الشعراوي .. و لا جمهور هويدي !!؟؟".
وعن مقالة للكاتب وليد السيد (للأمانة كتبها قبل تأكيد فضيلة المفكر على كلامه على الجزيرة مباشر) اعتبر Nour Abdelhafez أن المقالة أو المنشور "يجمع بين جمال الصياغة و عاطفة المودة وينصف الرجل الذي تم استخدامه لتمرير رسائل سياسية مزعجة، لكن المنشور نفسه يفتح أبواب نقاش مهمة عن جدوى (المصابيح المعتمة) فاذا جاز للعوام أن يصمتوا خوفاً ، فإن ذات الصمت لا يستساغ من قادة الفكر و الرأي، خصوصا من خاض غمار انتخابات رئاسية وقدم نفسه كمرشح لقيادة الوطن … ".
وأوضح أن "الأمر ليس نزاع عائلي بين أخوة أو جيران و أحدهم ينأى بنفسه عن التورط و الانحيار، لكنها رسالة إصلاح دفع فيها الأنبياء أعمارهم ومن خلفهم ملايين المصلحين، إن الرائد لا يكذب أهله، وسكوت قانوني دستوري على هدم مقدرات الوطن وبيع تاريخه ومقدراته ليس من الحكمة في شيء وإلا فما هو تعريف البطولة والرجولة و ما هو تعريف الانسحاق والانبطاح ".
وأبان أن "من خاض انتخابات الرئاسة في وجود قامات كبيرة متنافسة هو محارب مقدام وليس وسيط، لكن هذا المقدام امتنع عن المنافسة حين خلت الساحة من الكبار، هل كان انسحابه جبنا وفرقا أم إدراكاً منه أنها لعبة خبيثة ؟ وكيف يصف مدير السيرك الخبيث بأوصاف البطولة ؟ لا خير في أمة تتجاهل قول الحق و تغطي عورات التجاهل برداء الحكمة والدماثة ".
وعما فعله الرجال وكان يجب على الرجال التأسي بهم قال: "وقد كان بوسع القاضي الوزير المرحوم أحمد بك سليمان أن يعتصم بالمنصة العالية مبتعداً بنفسه عن ساحات المواجهة ، لكن روح الفارس أبت عليه الخنا و ذات الحال مع البطل الصادق اللواء عبد الحميد بك عمران مهاجر الصدق والكرامة وغيرهما كثيرون ،إن الهجوم على د العوا لن يحقق مصلحة شخصية للمهاجمين، لكنه يعصم ملايين المتابعين من الزيغ والضلال واتباع الهوى وإنكار الحق الواضح، خصوصا من كان صاحب قلم ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".
قبل وبعد
وعلق د. يحيى سعد على الموقف قبل وبعد تأكيد "المفكر" له على القناة القطرية التي سبق وظهر عليها وأكد أنه ليس من الإخوان ولا علاقة له بهم (في حين ينسبه الأفاكون إلى الإخوان وهو في الأصل لا يعترف بذلك) وقال سعد: "حرصت خلال اليومين الماضيين على عدم الخوض فيما جاء على لسان الدكتور سليم العوا في حواره في البودكاست الأخير، والذي ذكر فيه: إن "السيسي تحمل ما لا يتحمله بشر في العامين الماضيين لرفضه سيناريو التهجير، وأن شكر ترامب له مستحق وليس مجاملة".
وأضاف "ويأتي حرصي على عدم التعجل في إبداء رأيي لثلاثة أسباب:
الأول: لأن الدكتور العوا يمثل أحد أبرز الوجوه الفكرية الإسلامية المعاصرة، وله في ذلك إسهامات فكرية قيمة وتاريخ نظيف ومكانة علمية بارزة، إذا كان نائباً لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
والثاني: لأن مواقف الرجل في دعم المقاومة معلنة وواضحة، كما أن مواقفه أيضا من ثورة يناير ثم الانقلاب عليها كانت واضحة ومعلنة.
والثالث: أنه عادة ما يعقب تلك العبارات المثيرة للجدل تعقيب لاحق من المتحدث يزيل اللبس ويبين القصد.
الجديد أن الدكتور العوا قد ظهر على "الجزيرة مباشر" يؤكد أنه يعي ما يقول وأنه متمسك بما جاء على لسانه، فقد استوفى فرصته في الرد والتوضيح. "
وتابع يحيى سعد رأيه "مع كامل تقديرنا لشخصه؛ فإن المبادئ فوق الأشخاص، وإن احترامنا له لا يمنعنا من استنكار تلك العبارة التي تجمل وجه طاغية ظالم قاتل مغتصب للسلطة مضيع للأمانة ومفرط في السيادة وبائع لأصول البلد ومغرق لها في الديون، ولا يمنعنا من القول بأن هذه العبارة التي ذكرها الدكتور العوا في حق السيسي مضللة للرأي العالم ومستفزة لمشاعر المظلومين والمقهورين والمعتقلين والمهاجرين قسرا من وطنهم بسبب التهم الباطلة والقضايا الملفقة.
وتساءل "ثم ما هو الذي تحمله السيسي فوق طاقة البشر طوال عامين؟ وما هو الدعم الذي قدمه لأهل غzة وهم يستغيثون تحت ويلات النار لمدة عامين؟ إن الذي تحمل ما لا يتحمله بشر هم أولئك الذين شردوا وحوصروا وأغلقت دون مرضاهم ومصابيهم الحدود ومنعوا من الخروج للعلاج أو أن تدخل لهم شربة ماء أو علبة دواء، هل كان السيسي يرفض مبدأ التهجير من أجل القضية الفلسطينية؟ ألم يقل علنا في في بداية الطوفان فَليُهَجَّرُوا إلى صحراء النقب حتى تنتهي إزرائيل من مهمتها في القضاء على المقاومة؟ كل ما هنالك أن مصلحته في رفض دخول الفلسطينيين إلى سيناء تلاقت مع حرص الفلسطينيين على رفض فكرة التهجير وترك وطنهم للعدو، هو فقط كان يخشى من أن يسببوا له صداعاً أمنياً وعبئاً اقتصاديا.
وفي لوم لكلمات انطلقت كان يحسبها من ذو ثقة أعاد التساؤل "فلماذا إذن؛ نصنع من القزم عملاقاً، ومن الخائن العميل بطلا؟ كان يسع الدكتور العوا السكوت، وكان يمكنه التوضيح والمعالجة بعد أن علم أن ثمة استفزازاً ألم بمشاعر المكلومين والمظلومين والغيورين على وطن مسروق ودماء مستباحة وأنفس مقهورة، والحق لا يمكن أن يقف عند حد مجاملة الأشخاص في موقفهم ولو علت منازلهم.
فتلك حقوق ومبادئ لا يمكن المداهنة فيها، وإلا وقعنا فيما حذرنا منه القرآن الكريم: "وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (113: هود).
