أحدث ما قاله خالد مشعل في مقابلاته الأخيرة على الجزيرة أنه ركّز على رفض نزع سلاح حماس، المطالبة بانسحاب كامل من غزة، والتأكيد أن السلطة في القطاع يجب أن تكون فلسطينية خالصة.
وأكثر ما لفت الانتباه وتصدّر العناوين هو وصفه نزع السلاح بأنه "نزع للروح"، مع طرحه مقاربة لتجميد استخدام السلاح مقابل هدنة طويلة الأمد، وهو ما أثار متابعة واسعة لأنه يجمع بين التمسك بالثوابت وإظهار مرونة سياسية.
"مشعل: نزع سلاح حماس نزع للروح"
"السلطة في غزة يجب أن تكون فلسطينية"
"استراتيجية غزة القادمة هي الانشغال بنفسها"
"الحرب على غزة أعادت الزخم للقضية الفلسطينية"
"حركات التحرر لا تنكسر"
وفي سلسلة من التصريحات الإعلامية الأخيرة، أبرزها مقابلة مطولة مع قناة الجزيرة، قدّم خالد مشعل، رئيس حركة حماس في الخارج، رؤية الحركة لمستقبل غزة والمنطقة بعد الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023. جاءت كلماته في توقيت حساس، حيث تتقاطع المفاوضات حول وقف إطلاق النار مع ترتيبات ما بعد الحرب، وسط ضغوط دولية وإقليمية متزايدة. التقرير التالي يرصد أبرز ما قاله مشعل، ويعيد تنظيم العناوين الرئيسية التي شكّلت ملامح خطابه السياسي والإستراتيجي.
رفض نزع سلاح المقاومة
حيث أكد "مشعل" بوضوح أن أي خطة تستهدف نزع سلاح حماس داخل قطاع غزة مرفوضة تمامًا. شدّد على أن السلاح بالنسبة للحركة ليس مجرد أداة عسكرية، بل هو جزء من هويتها ووجودها، قائلاً إن نزع السلاح يعادل "نزع الروح".
وأعتبر ان هذا الموقف يعكس تمسك الحركة بخط المقاومة المسلحة كخيار استراتيجي في مواجهة الاحتلال، ويضع خطًا أحمر أمام أي ترتيبات دولية أو إقليمية تسعى إلى تقليص قدراتها العسكرية.
الانسحاب الكامل من غزة
وأوضح خالد مشعل أن بقاء الاحتلال الإسرائيلي في القطاع لم يعد مقبولًا، وأن الانسحاب الكامل هو شرط أساسي لأي تسوية.
وربط مستقبل غزة بإنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات، مشيرًا إلى أن الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023 أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء. ضمن طرح يعكس إصرار الحركة على أن أي ترتيبات سياسية أو أمنية لا يمكن أن تتم في ظل وجود الاحتلال.
مستقبل الحكم في القطاع
وفيما يتعلق بإدارة غزة، رفض مشعل أي صيغة غير فلسطينية، سواء كانت قوة دولية أو إدارة بديلة تُفرض من الخارج. أبدى تأييده لفكرة إدارة انتقالية فلسطينية قادرة على إعادة إعمار القطاع والنهوض بخدماته، لكنه شدّد على أن القرار يجب أن يكون فلسطينيًا خالصًا.
التطبيع بعد حرب غزة
وفي تصريح آخر، تناول مشعل ملف التطبيع العربي مع إسرائيل، مؤكدًا أن الحرب على غزة أعادت رسم خريطة المنطقة. قال إن مسار التطبيع أصبح أكثر تعثرًا من أي وقت مضى، وأن أي محاولة لإعادة قطار التطبيع إلى مساره "لا يمكن أن تتجاهل الدمار الذي لحق بغزة والشعب الفلسطيني".
حركات التحرر لا تنكسر
وأكد مشعل أن حماس، كجزء من حركة التحرر الفلسطينية، قادرة على إعادة بناء نفسها ومؤسساتها رغم الدمار. أشار إلى أن الحركة تمتلك آلية داخلية ديمقراطية وشورية، ومؤسسة راسخة، ما يجعلها قادرة على الاستمرار.
وتحدث مشعل عن "السهل الممتنع"، أي الحفاظ على الهوية والمبادئ والثوابت، مع القدرة على التحرك في عالم السياسة بلغة ذكية تصنع شراكة وطنية.
وشدّد على أن هذه الأرض المباركة كانت مقبرة للغزاة عبر التاريخ، وأن الشعب الفلسطيني سيهزم الاحتلال كما هُزم الغزاة السابقون.
واعتبر أن ترجل الشهداء أمر طبيعي في مسيرة التحرر، وأن غياب القادة لا يضعف مسيرة الحرية، بل يعززها.
البعد العربي والإقليمي
وحرص مشعل على التأكيد أن حماس جزء من الشعب العربي والإسلامي، وأنها لا تتدخل في شؤون الدول ولا تحكم على تجاربها.
وعبّر عن سعادته بما حققه الشعب السوري من حرية، وأكد أن من حق كل شعب عربي أن ينعم بالكرامة.
الرسائل الإستراتيجية
ومن خلال مجمل تصريحاته، القيادي خالد مشعل يمكن استخلاص عدة رسائل رئيسية:
لا نزع للسلاح: السلاح هو جوهر وجود الحركة.
لا بقاء للاحتلال: الانسحاب الكامل شرط لأي تسوية.
لا إدارة غير فلسطينية: مستقبل غزة يجب أن يُدار محليًا.
لا تطبيع بلا عدالة: الحرب غيّرت البيئة السياسية وأضعفت مسار التطبيع.
لا خوف على مستقبل الحركة: حماس قادرة على إعادة بناء نفسها رغم الخسائر.
آراء مراقبين
واعتبر مراقبون أن تصريحات خالد مشعل للجزيرة تمثل إعادة صياغة لرؤية حماس في مرحلة ما بعد الحرب. فهي تجمع بين التمسك بالثوابت (السلاح، المقاومة، رفض الاحتلال) والمرونة السياسية (الاستعداد لإدارة انتقالية فلسطينية، تقديم ضمانات أمنية). كما أنها تربك أجندات التطبيع الإقليمي، وتؤكد أن حركات التحرر لا تنكسر أمام الضغوط أو الخسائر.
وأشاروا إلى أن تصريحات مشعل عكسا إدراكًا بأن ما بعد حرب غزة لن يكون كما قبلها، وأن أي ترتيبات سياسية أو إقليمية يجب أن تأخذ في الاعتبار واقعًا جديدًا: مقاومة أكثر حضورًا، شعوب عربية أكثر وعيًا، واحتلال أكثر عزلة وضعفًا.
وأضافوا أن مواقفه تعكس محاولة الحركة الحفاظ على علاقات متوازنة مع الشعوب العربية، بعيدًا عن الانخراط في صراعات داخلية، مقدما التحية لطوفان الأقصى بعد أن جعلت بيئة التطبيع أقل قبولًا شعبيًا وسياسيًا، وبعد أن كشفت 7 أكتوبر هشاشة رواية الاحتلال وأعادت الزخم للقضية الفلسطينية.
ورأوا أن المزاج الشعبي العربي يشهد تصاعدًا غير مسبوق في رفض التطبيع، مدفوعًا بصمود المقاومة وانتقادات حقوقية دولية، حيث حملت تصريحات مشعل رسالة إقليمية مفادها أن أي ترتيبات سياسية في المنطقة لن تنجح إذا تجاهلت حقيقة الحرب ومآسيها.
حماس تواجه المقترحات غير السوية
وعبرت مواقف مشعل عن إصرار من حماس على مواجهة بعض المقترحات الأميركية التي تتحدث عن إدارات دولية أو مجالس سلام تضم شخصيات مثيرة للجدل مثل توني بلير، الذي استُبعد لاحقًا نتيجة اعتراضات واسعة.
ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، كثّفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حضورها الإعلامي عبر تصريحات قيادييها لقنوات عربية ودولية، وفي مقدمتها قناة الجزيرة. هذه التصريحات تعكس مواقف الحركة من ملفات حساسة: إدارة غزة، الأسرى، المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ونزع سلاح المقاومة.
الاستعداد للتخلي عن حكم غزة
وأكد القيادي غازي حمد في مقابلة أن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم قطاع غزة، مشدداً على أنها جزء من النسيج الفلسطيني ولا يمكن استبعادها من أي ترتيبات مستقبلية. أوضح أن حماس لا ترى في السلطة هدفاً بحد ذاته، بل تعتبر الحكم وسيلة لخدمة القضية الفلسطينية. هذا التصريح جاء بعد محاولة اغتياله في الدوحة، والتي اتهم إسرائيل بتنفيذها لتعطيل المسار التفاوضي.
انتقاد مراوغة الاحتلال
وقال القيادي محمود مرداوي للجزيرة مباشر إن الحركة وافقت مع الفصائل الفلسطينية على مقترح لوقف إطلاق النار في أغسطس ، لكن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لم يرد حتى الآن. ووصف مرداوي موقف نتنياهو بأنه مراوغة متعمدة، مؤكداً أن المقترحات الحالية لا تؤمّن وقفاً حقيقياً لإطلاق النار ولا تضمن انسحاباً واضحاً لجيش الاحتلال من غزة.
رفض نزع سلاح المقاومة
وكثرت المقابلات مع قادة حماس التي يرفضون فيها تسليم الحركة سلاحها، وفي مقابلة مع القيادي طاهر النونو أوضح أن الحركة ترفض أي مقترح يتضمن نزع سلاح المقاومة، مؤكداً أن مصر نقلت مقترحاً جديداً يشمل هذا الشرط. قال إن وفد حماس فوجئ بأن المقترح المصري يتضمن نصاً صريحاً بشأن نزع السلاح، وهو ما اعتبرته الحركة خطاً أحمر.
رفض دور توني بلير
وشدد "النونو" على رفض الحركة لأي دور لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في هيئة السلام المقترحة لإدارة غزة. برر ذلك بأن ماضي بلير السياسي ومواقفه المنحازة لإسرائيل تجعله غير مقبول، وأن ارتباط اسمه بالحروب وسفك الدماء يتناقض مع أي حديث عن سلام.
المفاوضات مع الولايات المتحدة
في مايو 2025، كشف قيادي في الحركة أن هناك مفاوضات متقدمة مباشرة بين حماس والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات. هذه المفاوضات جرت في الدوحة بعيداً عن أعين إسرائيل، وشملت بحث إطلاق سراح أسرى إسرائيليين بينهم خمسة أميركيين.
ملف الأسرى
وفي جميع التصريحات، شددت حماس على أن أي صفقة يجب أن تكون شاملة وتشمل إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، إسرائيل تقدّر أن لدى الحركة 48 أسيراً إسرائيلياً، بينهم 20 على قيد الحياة.
ووهو ما يعبر عن مزيج من المرونة السياسية والتمسك بالثوابت. الحركة مستعدة للتخلي عن السلطة إذا كان ذلك يخدم القضية، لكنها ترفض أي مساس بسلاحها أو إقصائها من المشهد. كما أنها منفتحة على التفاوض مع الولايات المتحدة، لكنها ترى أن إسرائيل تراوغ وتعرقل أي تقدم. هذه المواقف ترسم صورة واضحة: حماس تريد صفقة شاملة تضمن الأسرى، السلاح، والوجود السياسي، وترفض أي حلول جزئية أو منحازة.
