من باب "العشم" في النظام المصري عبر المحلل السياسي السوداني الصحفي مكاوي الملك عن رغبة وأمل يحدوه أن تكون مصر انتقلت من مرحلة التردد إلى الوضوح، معتبرًا أن السودان هو "بوابة مصر الجنوبية وعمقها المائي".
بحسب تحليله، القاهرة والرياض أعادتا تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، ما يعني أن أي محاولة لتقسيم السودان أو سيطرة مليشيات على أراضيه ستُواجَه برد إقليمي منظم.
يشير أيضًا إلى أن مصر قد تستخدم شراكاتها العسكرية (مع تركيا وروسيا) كورقة ضغط، وأن بعض الأسلحة الجديدة التي عرضت في معرض EDEX يمكن أن تُجرَّب في ساحات القتال السودانية، لكن هذا يبقى في إطار التحليل وليس إعلانًا رسميًا.
والواقع أن مصر لا تخوض معارك مباشرة في السودان حتى الآن، لكنها لوّحت رسميًا لأول مرة بخيار التدخل العسكري لحماية أمنها القومي ووحدة السودان. الموقف المصري انتقل من الحذر إلى رسم "خطوط حمراء" واضحة، مع تأكيد رفض تقسيم السودان أو الاعتراف بأي كيانات موازية.
وقال مكاوى الملك @Mo_elmalik ".. ترقبوا محاولات وزيارات إماراتية او اتصالات عاجلة للتهدئة مع مصر خلال ساعات أو أيام.. لكن اطمئنوا جيدًا: طالما إثيوبيا دخلت المعركة والامن القومي المصري في خطر وطالما أن المشروع الإماراتي تقف خلفه إسرائيل..فلن تنجح مليارات أبوظبي ولا وعودها هذه المرة..
وأضاف إن "ما يجري ليس خلافًا عابرًا ولا سوء تفاهم دبلوماسي..بل اصطدام مباشر بمصالح أمن قومي كبرى.. ".
وأشار إلى أنه "مع التحركات السعودية–المصرية الأخيرة ستتحرك الإمارات بلا شك مكوكيًا وبشكل مرتبك وقد تلجأ لفتح جبهة جديدة — اليمن نموذجًا واضحًا — أو تدفع مليشياتها للتوسع والسيطرة على مناطق جديدة..تمامًا كما فعلت سابقًا في حضرموت مباشرةً بعد طلب ولي العهد السعودي من ترامب وقف الدعم الإماراتي للمليشيا..!".
ولفت إلى أن "المعادلة تغيّرت.. والوقت لم يعد في صالح مشروع الفوضى.. وترقبوا ضربات وعمليات مدمرة وحاسمة خلال الأيام القادمة". موضحا أنه وللأسف — أو ربما للحسم — سنشهد في المرحلة المقبلة تجريب أسلحة وصواريخ ومسيرات مدمرة صُنعت مؤخرًا بشراكة مصرية–تركية داخل مصانع مصرية وتم عرضها قبل أيام في معرض EDEX.
وعبر عن أمله أن جزءا كبيرا من هذه المنظومات القتالية ستجرب على أرض كردفان ودارفور للحسم والتسويق ومن بين هذه الأسلحة المدمرة:
• راجمات “ردع 300”
• ومسيرات شبيهة بـ شاهد-136 الإيرانية..تُعرف باسم “جبار 150”
https://x.com/Mo_elmalik/status/2001941632954831265
وفي 18 ديسمبر 2025 أعلنت مصر عبر تصريحات رسمية أنها قد تتدخل عسكريًا في السودان إذا تم تجاوز خطوطها الحمراء، استنادًا إلى اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين.
وأن الخطوط الحمراء المصرية تتعلق بوحدة السودان وسلامة أراضيه وصون مؤسسات الدولة السودانية ومنع انفصال أي جزء من أراضي السودان ومنع المساس بمقدرات الشعب السوداني.
واستدركت أن ذلك ضمن "تنسيق دولي"! حيث سحبت موقفها إلى جوار خطة ترامب في السودان التي تظن القاهرة أنها ترفض أي محاولات لتقسيم السودان، بل تدعم وحدة أراضيه؟!
خلفية القلق المصري
منذ اندلاع الحرب في السودان (أبريل 2023)، تابعت القاهرة التطورات بحذر، وفي مايو 2025 قصف قوات الدعم السريع لمدينة بورتسودان بالطائرات المسيّرة أثار قلقًا بالغًا في مصر، لأنها مدينة قريبة من البحر الأحمر وتشكل عمقًا استراتيجيًا لمصر.
وتخشى مصر بحسب مكاوي الملك أن يؤدي تمدد الفوضى في السودان إلى تهديد حدودها الجنوبية، وضغط مباشر على أمنها المائي المرتبط بالنيل.
اثيوبيا ستحارب
وعبر الملك @Mo_elmalik عن توقعه أن تدخل إثيوبيا حربا وأن ذلك جاء نتيجة "أشهر من الجسر الجوي الإماراتي بالسلاح والذخائر والمرتزقة إلى إثيوبيا..معسكرات تدريب…ومسيرات استطلاع شوهدت على حدود إريتريا والسودان..بعد التحركات المصرية والسعودية وفشل مشاريعهم لم يبقَ أمام الإمارات ومن خلفها إسرائيل إلا زجّ إثيوبيا في حرب استنزاف طويلة ضد إريتريا ومواصلة دعم مليشياتهم في السودان..مستغلين تهوّر قيادة أديس أبابا".
وعبر عن ترجيحه "حرب مدمرة على دولة منهكة أصلًا بصراعات داخلية ومليشيات مسلحة… مغامرة ستكلف إثيوبيا ثمنًا باهظًا..ولن تنقذ مشروعًا سقط ميدانيًا وسياسياً ".
موقع السودان من استضافة ترامب للسيسي
وعن لقاء مرتقب للقاء ترامب ونتنياهو والسيسي فإنه بحسب موقع Axios في 29 ديسمبر الجاري، لكن ترامب نفى ذلك علنًا وأعلن رغبته بلقاء السيسي في فلوريدا، ما يعني أن المطلوب قمة ثلاثية وليس لقاء ثنائي مع نتنياهو.
وأضاف "مكاوي الملك"، السودان كخط أحمر اتضح بعدما أعلنت مصر موقفًا واضحًا: وحدة السودان والجيش السوداني خط أحمر، ورفض أي كيانات موازية .
وأشار إلى أن "مصر تدرك أن إسرائيل تقف خلف تحركات الإمارات وإثيوبيا: للضغط عبر ملف سد النهضة. ولفتح جبهة استنزاف جنوبًا. ولتمرير مخطط التهجير غربًا.
وأضاف @Mo_elmalik ".. فهمت القاهرة متأخرة ما قلناه مبكرًا: السودان ليس ساحة بعيدة السودان هو: •بوابة مصر الجنوبية •عمقها المائي •جدار صدّ الفوضى
وتابع: "لماذا كردفان خط أحمر مصري–سعودي؟؟ .. لأن سقوطها يعني: • تهديد شرق السودان • اقتراب الفوضى من البحر الأحمر • ضغط مائي وأمني مباشر على مصر • تهديد العمق الاستراتيجي السعودي
وعن ماذا تعني إعادة تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك؟ أشار إلى أنها تعني ببساطة: لا تقسيم .. لا كيان موازٍ.. لا سيطرة مليشيا على الجغرافيا.. لا عبث بساحل السودان أو موارده.. وأن أي محاولة عبث جديدة ستُواجَه بدولة… لا ببيانات .. انتهى زمن الفوضى".
دلالات مهمة
شكري السوداني وعبر @shukrisudani أشار إلى أنه "حتى هذه اللحظة، لا توجد دولة واحدة تقدّم للجيش السوداني دعمًا عسكريًا حقيقيًا واستراتيجيًا قادرًا على إحداث تغيير جوهري في مجريات المعارك على الأرض.".
وأضاف أنه "في المقابل، ومنذ فشل حميدتي في الاستيلاء على السلطة، واصلت دولة الإمارات تزويد مليشيا الدعم السريع بأسلحة استراتيجية من شأنها ترجيح كفة القتال لصالح المليشيا، بما في ذلك الطائرات المسيّرة الانتحارية والهجومية، ومنظومات التشويش والحرب الإلكترونية، إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي. وقد مكّن هذا الدعم المليشيا من الاستمرار في القتال طوال هذه الفترة، كما ساعدها على إسقاط مدن مثل الفاشر وبابنوسة، والاستيلاء على منطقة هجليج النفطية".
وأشار إلى انه "اليوم، وبصورة واضحة، يحتاج الجيش السوداني إلى أسلحة استراتيجية نوعية، وعلى رأسها مقاتلات جوية قادرة على تدمير منظومات الدفاع الجوي التابعة للمليشيا، وقطع وتدمير خطوط الإمداد القادمة من ليبيا.".
