قالت الخارجية الليبية إن دعم مصر والإمارات لميلشيات حفتر، التي تقصف المدنيين في طرابلس ومدن أخرى، يعد أكبر خرق لميثاق الجامعة العربية.
وأضافت أن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، خالف ميثاق الجامعة العربية في تصريحاته حول ليبيا، مشددة على أن مهام أمين الجامعة حل النزاعات داخل الأقطار العربية، وهو ما لم يقم به أحمد أبو الغيط تجاه وقف العدوان على طرابلس.
فيما أكَّد المبعوث التركي إلى ليبيا أن مصر والإمارات وفرنسا يقدّمون الدعم للانقلابي حفتر، وأن الدور التركي الذي أقره البرلمان، الخميس، هو لدعم الحكومة الشرعية في ليبيا في مواجهة عدوان خليفة حفتر.
بالمقابل أشار وزير الداخلية في حكومة الوفاق الشرعية، فتحي باشاغا، إلى أن التفاهم مع تركيا جاء بطرق قانونية وبشكل معلن، بخلاف من يجلبون المرتزقة من جميع المِلل.
مسافة السكة
ورصدت مصادر حالة من الاستنفار من قِبَل لجان السيسي الإلكترونية، مدعية أن “السيسي أعلن حالة النفير في جميع القواعد والقوات العسكرية في كامل الجمهورية، قائلا “تحت أمر المشير حفتر”.
وعلى صفحة السيسي وصفحات المخابرات تنتشر مثل هذه التغريدات: “وكل الثقة والدعم لرجالنا البواسل في الجيش المصري والمخابرات المصرية، وكامل الدعم للجنرال الوطني الشريف خليفة حفتر وجنوده الشجعان، ونثق تمام الثقة أنّ ليبيا ستكون مقبرة الباغي العثمانلي لص الثروات والحضارة وداعم الإرهاب الأول”.
فيما أكَّد ليبيون، خلال الفترة الماضية، وجود آليات عسكرية مصرية وجنود مصريين بقيادة من جيش السيسي، يتواجدون ضمن قوات حفتر بالفعل، قال آمر منطقة طرابلس في وقت سابق إنه رصد 1500 من الجيش المصري ضمن صفوف قوات حفتر.
ونشر النشطاء الليبيون تسريبًا صوتيًّا قالوا إنه “لضابط مخابرات مصري مكلف بمتابعة تطورات الأحداث في ليبيا، يفضح غضب السلطات المصرية من الهزائم المتتالية التي تتلقاها مليشيات حفتر”.
وكشفوا عن أنَّ التسجيل يكشف عن مساعي السيسي لتدمير ليبيا، عن طريق دفع مليشيات حفتر لضرب المطارات وتفخيخ الموانئ.
https://twitter.com/hureyaksa/status/1211708108415877120
انسحاب الفاغنر
من جانب آخر قال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لـ«عملية بركان الغضب»: إنّ حكومة الوفاق في ليبيا رصدت انسحاب المرتزقة الفاغنر الروس من جبهات القتال الأولى، وإن عيون عناصر الرصد لم تشاهدهم منذ يومين في محاور القتال في العاصمة طرابلس.
وزعم “المجعي”، في مداخلة هاتفية من مصراتة على قناة “التناصح”، أن قوات الوفاق لا تدري لماذا انسحب المرتزقة الروس من جبهات القتال، قائلا: “لا ندري هل هو انسحاب من أجل ترتيب صفوفهم أم من أجل الانسحاب”.
وقال إنَّ تقدم قوات حفتر بهذه الطريقة يمثل عملية انتحار، وإن الساعات المقبلة ستشهد رجوع المنطقة لسيطرة قوات الوفاق، أما قوات حفتر فسيفرون أو يقعون قتلى أو أسرى.
أزفت الآزفة
يقول الصحفي جابر الحرمي، تعليقا على الدور المصري: “4 سنوات ومصر السيسي ممرا للأسلحة إلى حفتر الخارج على الشرعية ومقاتلاتها تقصف الشعب الليبي.. دون أن تعير أي اهتمام لمناشدات ومطالبات حكومة الوفاق الليبية الشرعية والمعترف بها دوليا.. غدر دول عربية وميولهم الانقلابية دفع الوفاق للاستنجاد بالإخوة الأتراك”.
وكشف “بوغانم” عن أن خطة عملية برلين كانت ستكون كالتالي: -دخول حفتر إلى طرابلس -تصفية وسجن مسئولي حكومة الوفاق -توزيع العقود على أوروبا وأمريكا والإمارات- بعدها يكون رئيسا” لليبيا نفس السيسي- وأخيرا جميع الانتقادات التي ستوجه لحفتر.. مجرد انتقادات شكلية طالما يحقق أهدافهم.. هذه هي خطة برلين!”.
واعتبر الناشط المحامي عمرو عبد الهادي أن “الخلاصة للسيساوية الإسرائيليين اللي بيحلموا إن الجيش ممكن يحارب تركيا.. يستطيع أردوغان الإعلان عن وجود القوات التركية في ليبيا لأنه يساند حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.. بينما لا يستطيع السيسى الإعلان عن وجوده علنا في ليبيًا؛ لأنه بجوار الإرهابي حفتر.. لا سبيل أمام الغرب إلا وقف الحرب”.
https://twitter.com/DrMahmoudRefaat/status/1212795909681111040
الصهاينة والإخوان
فيما نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، تقريرا الأربعاء 1 يناير 2020، قال فيه المحرر ” س. ي. فرانتسمان”: إن دعم تركيا لحكومة الوفاق في طرابلس، ودعم مصر لحفتر، هو جزء من صراع أوسع بكثير، يمثل محاولة تركيا لإحياء نفوذ لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، بعد أن اعتقدت القوى الأوروبية أن الإمبراطورية العثمانية يمكن تقطيعها بسهولة وتقاسم أراضيها.
وزعم أن الأوضاع في ليبيا الآن تعكس الانقسامات في العالم الإسلامي بين جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الحزب الحاكم في تركيا- حسب قوله- والبلدان التي تعارض الجماعة، مشيرا إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت تطورات غير عادية، حيث تمزقت معظم الدول العربية من الداخل.
