“العلم الفلسطيني” بمواجهة “مسيرة الأعلام ”  الصهيونية وترقب لهبة مقدسية لنصرة “الأقصى”

- ‎فيعربي ودولي

 

في مواجهة مسيرة الاعلام الصهيونية التي تقام سنويا، يتفاعل الشارع  الفلسطيني مع  دعوات المقاومة والحراك الشبابي لجعل اليوم الخميس وغدا الجمعة يوما للعلم الفلسطيني، ونصرة الاقصى وتنظيم الحملات نحو القدس.

حيث دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني لهبة شعبية لنصرة الأقصى ومواجهة العدوان الصهيوني، وقال المتحدث الاعلامي باسم الحركة محمد حمادة، في بيان ، الاربعاء،  "أبناء شعبنا في القدس والضفة الغربية وأهلنا في الداخل المحتل إلى الاستمرار في شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى دفاعاً عنه وعن هوية القدس العربية".

وجدد حمادة التأكيد على أنّ "مسيرة الأعلام" الساعية لتهويد مدينة القدس "لن تمنح الاحتلال شرعية، وأن سياسة الإبعاد والإرهاب والتضييق لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني في النضال دفاعاً عن القدس والأقصى، ولاستعادة كامل حقوقنا الوطنية في الأرض والمقدسات وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وكان الحراك الشبابي في أكثر من مكان في فلسطين دعا لجعل يومي الخميس والجمعة أياماً للعلم الفلسطيني، رداً على "مسيرة الأعلام".

فصائل العمل الوطني 

وفي غزة من المقرر أنّ تقيم فصائل العمل الوطني والإسلامي والفعاليات الشعبية فعالية تحت اسم "العلم الفلسطيني" في مخيم العودة شرقي مدينة غزة قبالة الحدود مع الأراضي المحتلة مساء  الخميس..

وخلافًا لسنوات سابقة، تُنظم هذا العام أيضًا مسيرات باتجاه البلدة القديمة وتنطلق من المستوطنات المقامة في شرقي القدس، إذ تشعر الجماعات المتطرفة براحة أكبر في عهد الحكومة الحالية، ما دفع عددًا منها للإعلان عن نيتها محاولة اقتحام المسجد الأقصى بالأعلام الإسرائيلية، مثل حركة ما يُسمى "العودة إلى جبل الهيكل".

فعاليات وانتهاكات صهيونية

ميدانيا، اقتحم ، اليوم، نحو 1300 مستوطن إسرائيلي متطرف، الخميس، المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوسا تلمودية قبل ساعات من تنظيم "مسيرة الأعلام" الاستفزازية بمدينة القدس المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة من القوات الإسرائيلية التي أغلقت المصلى القبلي ومنعت دخول المصلين إليه بذريعة تأمين المسيرة.

وأفاد مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس، بأن 1286 مستوطنا متطرفًا، بينهم الوزير المتطرف يتسحاق فاسرلاف وزوجة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وأعضاء كنيست  اقتحموا، المسجد الأقصى خلال الفترتين الصباحية والمسائية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.

وتلقى المستوطنين شروحات عن "الهيكل" المزعوم أثناء الاقتحامات، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.

كما أدى عدد من أعضاء الكنيست خلال الاقتحام، ما يُسمى النشيد الوطني الإسرائيلي "هتيكفا" بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، احتفالًا بما يُعرف "يوم توحيد القدس".

والتي تنظم سنويا منذ عام 1968 احتفالاً باحتلال الشطر الشرقي من القدس في نكسة يونيو 1967 تحت مُسمى "يوم توحيد القدس".

ويحمل خلالها المشاركون العلم الإسرائيلي وتمر من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية، وعبر البلدة نفسها وصولا إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود "الحائط الغربي".

فيما اعتدت قوات الاحتلال على المرابطين المتواجدين عند باب السلسلة، وأبعدت المرابطة نفيسة خويص والمرابط نظام أبورموز بالقوة عن المنطقة.

وفرضت القوات قيودًا مشددة على دخول المصلين والشبان للأقصى منذ صلاة الفجر، ومنعت دخول من تقل أعمارهم عن 50 عامًا.

وأقدم أحد المستوطنين على الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال الاقتحام في باحات الأقصى.

وتجري الاقتحامات عادةً على دفعتين، الأولى في الفترة الصباحية والثانية بعد صلاة الظهر، بتسهيل ومرافقة من قوات الاحتلال.

ويأتي اقتحام الأقصى في وقت يستعد فيه آلاف المستوطنين للمشاركة في "مسيرة الأعلام" مساء اليوم الخميس.

ونشرت شرطة الاحتلال منذ ساعات الصباح، عناصرها وقواتها الخاصة بكثافة في باحات الأقصى وعند أبوابه، وفرضت قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد.

ونصبت القوات الحواجز العسكرية على مداخل البلدة القديمة وأزقتها، وأغلقت بعض الطرقات والشوارع الرئيسة، والتي ستمر منها المسيرة وفق مسارها المخطط له، كما أجبرت أصحاب المحلات التجارية في شارع الواد بالبلدة على إغلاق محلاتهم.

وشرعت شرطة الاحتلال بتركيب الحواجز الحديدية في محيط باب العامود بالتزامن مع تفريغه من المقدسيين استعداداً للمسيرة الاستفزازية.

وأغلقت شرطة الاحتلال المصلى القبلي وذلك بعد تفريغه من المرابطين والمصلين، فيما انتشرت القوات في ساحات المسجد الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين.

إعلان على أبواب المنازل 

وطالبت بلدية الاحتلال في القدس، من خلال إعلان وضعته على أبواب المنازل والمحال التجارية في محيط البلدة القديمة، المقدسيين بضرورة إخلاء مركباتهم من شارع السلطان سليمان، وموقف السيارات في باب العامود وسوق الفلاحين.

وعلقت "جماعات الهيكل" المتطرفة لافتات وشعارات عند مدخل باب المغاربة- أحد أبواب الأقصى تتعلق بـ"مسيرة الأعلام"، والتقط أعضاء من منظمة "بيدينوا" المتطرفة يلتقطن صورا تذكارية عند مدخل جسر باب المغاربة قبيل اقتحامهم المسجد.

 احتفالات بمسيرة الأعلام

وتأتي اقتحامات المستوطنين المتكررة، ضمن محاولات الاحتلال فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.

فيما حذرت حركة حماس ، امس الاربعاء، من " تفجير الأوضاع".

كما حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الأربعاء، حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الإصرار على تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية للمستوطنين في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، مؤكدا أنها لن تقود إلا إلى "التوتر وتفجير الأوضاع".

وتطرّقت الخارجية الفلسطينية في بيانها إلى تداعيات ما ستؤول إليه الأوضاع بسبب هذه المسيرة المشؤومة، خاصة ما يرافقها من إعادة احتلال للمدينة المقدسة بآلاف العناصر من شرطة الاحتلال وجيشه، والتهديدات التحريضية باقتحام المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين ومحلاتهم التجارية، وكذلك حملات الشتائم والشعارات العنصرية والتحريضية التي يطلقها عادة المشاركون في مثل هذه المسيرة، وشل حركة المواطنين الفلسطينيين المقدسيين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم والمراكز الصحية والتعليمية والمستشفيات، وغيرها من مظاهر الحقد والكراهية التي ترافق المسيرة المشؤومة.