نشرت وكالة “رويترز” تقريرا سلطت خلاله الضوء على تردي الأوضاع المأساوية في قطاع غزة مع استمرار القصف الصهيوني لليوم التاسع والعشرين.
وبحسب التقرير، عندما غادرت فرح سلوحة البالغة من العمر 11 عاما غزة عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر شعرت بالارتياح لخروجها لكنها حزينة لترك والدها الذي لا يزال يعيش في القطاع الصغير المزدحم تحت القصف الإسرائيلي.
وبالنسبة لبضع مئات من حاملي جوازات السفر الأجنبية والمصابين بجروح خطيرة الذين سمح لهم بالخروج من غزة خلال الأيام الأخيرة، فقد أنهى رحيلهم أسابيع من المخاطر والمشقة، دون ما يكفي من الغذاء أو المأوى أو المياه النظيفة أو الدواء.
لكن معظمهم يتركون أقاربهم وأصدقائهم محاصرين بإمدادات متضائلة في الوقت الذي يشن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما على النصف الشمالي من القطاع الذي عزله عن الجنوب.
وقالت سلوحة، وهي فلسطينية أمريكية، وهي تنزل من الحافلة التي نقلتها عبر الحدود مع والدتها وإخوتها “أخبرني والدي أن أكون آمنا. احتضنني وقبل جبهتي لأنه قلق جدا علي”.
وتحاصر دولة الاحتلال غزة وتقصفها منذ ثلاثة أسابيع في الوقت الذي تشن فيه عملية عسكرية في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة وتقول إنها تهدف إلى “سحق” حماس بعد أن قتلت 1400 إسرائيلي وخطفت 240 آخرين في هجوم في 7 أكتوبر.
وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية قتلت 9,488 فلسطينيا بينهم نحو 3,900 طفل و150 من العاملين في المجال الطبي.
وأمرت دولة الاحتلال الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة النصف الشمالي من غزة رغم أنها واصلت قصف المناطق الجنوبية. وفي خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب غزة، بحث السكان بين الأنقاض عن ناجين بعد غارة جوية يوم السبت.
وسحب حفار ميكانيكي قطعا من الخرسانة بينما كان رجال الإنقاذ يحفرون نحو جثة امرأة بينما وقف عشرات الأشخاص في الأنقاض القريبة يشاهدون. تم نقل الجثة في النهاية ، تحت بطانية على نقالة.
بعد ذلك، كانت الجثث ملقاة على أكفان بيضاء على نقالات بجانب درج في المستشفى في خان يونس، ورجلان يجلسان في مكان قريب وفتاة تراقب بصمت وتبكي عبر السور.
وقالت سلوحة: “كانت بداية الحرب صعبة للغاية لأنني كنت مريضة ولم أستطع النوم في غرفتي، ولكن بعد ذلك طلبوا مني الخروج من غزة ولم أرغب في مغادرة غزة”.
وفي حديثها عن والدها، الذي يقيم في غزة في الوقت الحالي، قالت: “أفتقده كثيرا لأنه من الصعب جدا الاعتناء به في الحرب”.
شمال غزة
وتواجه الأجزاء الشمالية من غزة، التي يعزلها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الجنوب، ظروفا أكثر صعوبة.
وعلى الرغم من أن دولة الاحتلال قالت إنها ستسمح بالسفر على طول الطريق المؤدي إلى الجنوب لمدة ثلاث ساعات يوم السبت، إلا أن الكثير من الناس يخشون استخدامه. ولا يزال ما يصل إلى 400 ألف شخص في الشمال، وفقا للولايات المتحدة.
وأظهر مقطع فيديو التقط يوم الجمعة على طريق يمتد بين المناطق الشمالية والجنوبية سبع جثث بينهم طفل يرقد ميتا على ما يبدو محاطا بأمتعتهم. ولم تعلق دولة الاحتلال ولا السلطات التي تديرها حماس في غزة على الوفيات.
وفي مدينة غزة ومخيمات اللاجئين المجاورة التي تحاصرها القوات الإسرائيلية بالكامل قال الناس إن القصف كان مكثفا وإن الظروف المعيشية تزداد سوءا.
وقال محمد، أحد سكان مخيم الشاطئ، رافضا إعطاء اسم عائلته خوفا من الانتقام الإسرائيلي “لا يوجد مخبز واحد مفتوح هنا. لم يكن لدينا خبز خلال الأيام الأربعة الماضية”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن الضربات الإسرائيلية بدأت تستهدف محطات الطاقة الشمسية بعد انقطاع الكهرباء الخارجية ونفاد الوقود من معظم المولدات.
وقال محمد “إنهم يريدون أن تعيش المدينة بأكملها في الظلام” مضيفا أن الضربات الجوية تقتلع الآن الألواح الشمسية على أسطح المنازل.
https://www.reuters.com/world/middle-east/conditions-worsen-gaza-under-israeli-strikes-2023-11-04/
